حراك معارض لإجراء الاستفتاء في كردستان

المجموعة: تقارير مصورة
تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 27 تموز/يوليو 2017 20:51
نشر بتاريخ الخميس, 27 تموز/يوليو 2017 20:51
الزيارات: 4820

 

جبا - متابعات:

أعلن في السليمانية بخطوة جريئة، ولادة حراك جديد في كردستان العراق يعارض إجراء «الاستفتاء» في الوقت الراهن يقوده سياسيون ورجال أعمال ومثقفون واكاديميون كرد، في وقت أظهر فيه أول استطلاع رأي من نوعه يجرى في الإقليم بشأن «الاستفتاء» رفض أكثر من 61 بالمئة من الشعب الكردي التصويت على استقلال إقليم كردستان وانفصاله عن العراق.

وأعلن رئيس مجموعة شركات «ناليا»، رجل الأعمال الكردي البارز ، شاسوار عبد الواحد ، ولادة حراك جديد في منطقة كردستان العراق، يعارض إجراء استفتاء الاستقلال في 

الوقت الراهن.

 

 

حراك معارض

وأوضح عبد الواحد، خلال حديث متلفز، أن الأسبوعين المقبلين سيشهدان انطلاق حراك معارض لإجراء الاستفتاء في الوقت الراهن، والدعوة بالتصويت بـ»لا» في حال إصرار السلطات في الإقليم على إجرائه، وذلك بسبب «عدم توفر الظروف الملائمة لهذه العملية في الوقت الراهن وغياب الدعم الدولي والاقليمي لها».

وأكد عبد الواحد ان «منطقة كُردستان تحتاج إلى حركة جريئة قوية لتوضح الحقائق للمواطنين وتدافع عن مصالحهم وتضم أعضاء من كل الجهات دون استثناء، ونحن بصدد تشكيلها مع مجموعة من الشخصيات المحترمة السياسية والثقافية الكردية من مختلف التوجهات»، وأوضح عبد الواحد -وهو شقيق رئيسة كتلة التغيير الكردية في مجلس النواب العراقي النائبة سروة عبد الواحد-، أنه «من أجل هذا الهدف خاطب العديد من الشخصيات داخل الاحزاب الخمسة الرئيسة في الاقليم»، وبسؤاله عن خشيته من اتهامه بالخيانة بسبب موقفه من مسألة كردية كالاستفتاء، قال عبد الواحد: «انا لا احسب اي حساب لما

يقوله المقابل».

كما تحدث رجل الأعمال الكردي الشاب، عن نتائج زيارته الثانية لواشنطن قبل أيام، وحذر من إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد له في 25 أيلول القادم، قائلا: «الاستفتاء من دون توفير الأجواء والظروف المؤدية لنجاحه مقامرة كبيرة، ويعرض أمن ومعيشة مواطني كُردستان إلى خطر جسيم وينبغي إيقافه»، ونقل شاسوار عبد الواحد، عن عدد من المسؤولين الأميركيين كان قد التقاهم، «معارضتهم لإجراء الاستفتاء في كُردستان وتحذيرهم من مسؤولية تبعاته»،

حسب قوله.

وبشأن ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، بشأن عزمه تشكيل قائمة انتخابية وسعيه لتولي رئاسة الوزراء في كُردستان، قال شاسوار عبد الواحد: «ليس لدي نية لتشكيل قائمة في الوقت الحالي، وإن أي مشاركة في الانتخابات بالمستقبل ينبغي أن يسبقها ضمان نزاهة سيرها وإجرائها في ظروف صحية وسليمة وإلا فهي عديمة الجدوى».

وكان رئيس مجموعة شركات «ناليا» ومجموعة قنوات «NRT» شاسوار عبد الواحد، انتقد بشدة مؤخراً الأوضاع السياسية والاقتصادية في إقليم كردستان العراق، وقال: ان «الاحزاب الكردية ستلجأ الى استخدام السلطة والمال والقوة لحماية نفسها حين ينتفض عليها المواطنون في الاقليم».

وأضاف ان «الاحزاب الكردية اصيبت بمرض السرطان بحيث انتشر ذلك المرض بشكل خطير لا يمكن علاجه ببساطة، كما لا يمكن لتلك الاحزاب التخلص من ذلك المرض الفتاك»، بحسب تعبيره.

ويرأس شاسوار عبد الواحد، مجموعة شركات «ناليا» التي تمول قنوات مؤسسة «ناليا» الإعلامية وقنوات NRT، ورغم تخرجه من كلية الهندسة إلا أنه ينشط في المجالات الإعلامية والسياسية والتجارية أيضا، إضافة إلى ترؤسه لنادي السليمانية الرياضي، وقد التقى عددا من الشخصيات الأميركية ونواباً من الكونغرس خلال الشهرين الماضيين، لبحث الأوضاع السياسية والإعلامية وحرية التعبير في العراق ومنطقة كُردستان.

 

 

استطلاع رأي

وفي خطوة هي الأولى من نوعها، اظهر استطلاع للرأي اجرته وسائل إعلام كردية واعلنت نتائجه قبل يومين، رفض 61 بالمئة من الكرد التصويت على استقلال إقليم كردستان وانفصاله عن

العراق.

وذكر موقع «اي كورد ديلي» الناطق باللغة الانكليزية في تقرير له، أن «التصويت أجري على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من قبل وسائل إعلام كردية وكان السؤال هل ستصوت بـ (نعم) ام (لا) على استقلال اقليم كردستان؟».

وشارك في الاستطلاع «119 الف شخص خلال فترة الاستفتاء الإلكتروني التي استمرت شهرا من 10 حزيران إلى 10 تموز، وكانت النتيجة أن 61.74 بالمئة صوتوا بكلمة (لا)، فيما صوت 38.26 بالمئة بكلمة (نعم)، وكانت الحصيلة 56.855 الف شخص صوتوا بكلمة (لا) و 35.232 الف شخص صوتوا بكلمة (نعم)، بينما امتنع بقية المشاركين عن الإجابة».   

 

 

استفتاء «ميت»

في السياق نفسه أكد عضو جبهة الاصلاح النيابية هشام السهيل ، ان" الاستفتاء على استقلال كردستان «قد ولد ميتا» وذلك لعدم وجود قانون او نص دستوري يتيح مثل هذا الاجراء فضلا عن الرفض الشعبي والدولي لهذا المشروع.

وفي نفس المنزال قال السهيل في تصريح صحفي، إن «الدستور لا يسمح بانفصال اي جزء من العراق، وموضوع الاستفتاء في كردستان خارج الاطر القانونية والدستورية»، مبينا ان «الدول الاقليمية واغلب دول العالم اعلنت رفضها القاطع لعملية الانفصال».

واضاف،  «الاستفتاء لا قيمة له ازاء الرفض الكبير وقد ولد ميتا، وان هناك صعوبة في التراجع عن اعلان الاستفتاء في كردستان»، مشيرا الى ان «الاستفتاء لن يمرر وفي حال تم تمريره فهو لمجرد حفظ ماء الوجه لا أكثر»، وتابع السهيل: انه «في ظل الرفض للانفصال؛ لا يمكن اقامة الدولة الكردية المنشودة حيث لن يكون لها اي معبر سواء كان بريا او بحريا».

 

 

رأي المثقفين الكرد

ومع تصاعد الأصوات الكردية الرافضة لإجراء «الاستفتاء» في الوقت الراهن، قال الكاتب والسياسي الكردي زيبار كاردو في مقال له: «لم تذق الأمة الكردية ذات التاريخ العريق والانجازات العظيمة طعم الأمن الاستقرار منذ سنين طويلة، وكلما يحين الوقت لتحقيق هذه الأمنية المنشودة يبرز عدد من الانتهازيين ومن يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية ويفتعلون أزمة يجلبون من خلالها آلاما جديدة وأزمات كثيرة للأمة والشعب الكردي».

وأضاف انه «من الطبيعي أن يفكر كل كردي بغد أفضل له ولأبناء شعبه، لكن في الوقت الحالي يتم استغلال قضية استقلال كردستان عن العراق وتشكيل ما يسمى بـ (كردستان الكبير)، وهذه المسرحية التمثيلية لا تهدف الى تحقيق أهداف ومصالح الشعب الكردي بل إنها قد تكون سببا في ضياع المصالح والمنافع التي يطالب بها الكرد»، بحسب تعبير الكاتب الكردي، الذي علل أسباب ودلائل رؤيته هذه بعدة فقرات، من بينها: وفقا للدستور العراقي، فإن الاستفتاء على مصير إقليم كردستان يجب أن ينال مصداقية البرلمان الكردي، وفي حال عدم وجود برلمان (كما هو الحال في الاقليم الآن) فان القيام بالاستفتاء أمر غير قانوني، كما أن من ضروريات تشكيل دولة مستقلة هو امتلاك مزية خاصة وخلفية اقتصادية قوية من أجل ادارة البلد وتوفير ما يحتاجه، وهذه الميزة لا تتوفر في الاقليم بسبب موقعه الجغرافي، التداعيات الخطيرة المتمثلة باندلاع صراع دموي خطير في المنطقة، المخاوف من حصول صراع مسلح داخل الإقليم لعدم وجود توافق سياسي، المواقف الرافضة من قبل ساسة الدول المجاورة لاستقلال إقليم كردستان العراق وهي (إيران، تركيا، سوريا) وتوقع التدخل العسكري من قبل جيوشها في حال الانفصال، الرأي العام الدولي الرافض لخطوة الاستقلال.    

وخلص كاردو إلى القول: «بناء على كل ذلك فإن استفتاء الاقليم وانفصاله عن العراق سيخلق أزمات أساسية وهي (اندلاع الخلافات في الداخل الكردي وافتعال الازمات المذهبية – والاقليمية والدولية) ولن يجلب هذا الأمر شيئا للشعب الكردي سوى انه سيعقد الوضع الراهن أكثر فأكثر ويجلب مزيدا من الفوضى وعدم الاستقرار في كردستان العراق»، بحسب تعبير الكاتب الكردي.