تنافس قطري – سعودي لتحسين العلاقات مع العراق لزعامة دول الخليج

المجموعة: تقارير مصورة
تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 23 أيار 2017 22:37
نشر بتاريخ الثلاثاء, 23 أيار 2017 22:37
الزيارات: 2399

غياب مصر يشعل المنافسة بين قطر والسعودية على الزعامة

جبا - متابعة:

وصف المحلل السياسي الدكتور علي التميمي التنافس (القطري - السعودي) والزيارة التي تقوم بها دولة قطر إلى العراق، تأتي ضمن التحركات الدولية في منطقة الخليج المحورية، والتي تشهد صراعات وأيضا تنامي هذه الصراعات بين إسرائيل وإيران، وهذه الزيارة هي مكملة للقمم الثلاث التي عقدت في السعودية، من باب تكملة المشوار، ودولة قطر وكذلك دول الخليج تدرك أهمية العراق كونه بلد الجهات الأربع وهو الذي يحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم، كما يشكل بوابة شرقية للعرب، لذلك هم يريدون العراق أن يكون بصف المجتمعين في قمم السعودية، والعراق يحتاج إلى أن يستثمر هذه التحركات، خصوصا في مسألة مكافحة الإرهاب وإعمار المدن، في الوقت الذي ينتهج فيه العراق سياسة الباب المفتوح مع جميع الدول بغض النظر عن توجهاتها.

واضاف " ان"هناك أمر محتمل في أن قطر تتنافس مع المملكة السعودية في زعامة دول الخليج، فمنذ فترة طويلة وقطر تتسيد الجامعة العربية، ونلاحظ أن قطر تنامى دورها بشكل كبير، حتى كان هناك صدام بين وزير خارجية قطر وممثل روسيا، وكان الرد الروسي على قطر بأن عليها أن تعرف حجمها، وأنا أعتقد أن قطر تريد إعادة هذا الدور والسيطرة على الجامعة العربية، وتريد أن تكون مؤثرة بعد القمم التي عقدت في الرياض، ومن الملاحظ أن هناك صراع بين المملكة السعودية وقطر في مجلس التعاون الخليجي، والعلاقات بين الدولتين الخليجيتين هي علاقة تنافس والسيطرة على المقود، ويمكن أن تكون هذه الزيارة لسحب البساط من السعودية، فالكل يتحرك باتجاه العراق إدراكا لأهميته ودوره المحوري في المنطقة، لأن العراق بلد محايد ويمد يده إلى الآخرين في هذه المرحلة الحرجة، خصوصا مع اقتراب اخر المدن العراقية من الارهابيين الدواعش".

فيما يصف المحلل السياسي الدكتور عزيز جبر شيال ، زيارة وزير الخارجية القطري إلى العراق ضمن مساعي قطر إلى إقامة علاقات مع العراق ،إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن المملكة السعودية قد رمت بثقل كبير جدا من أجل إقامة علاقات مع بغداد ولقي هذا الموضوع صدى، لذلك قد يكون التنافس السعودي القطري هو أحد المحفزات التي دفعت قطر بتوجيه دعوة إلى السيد العبادي من أجل زيارة الدوحة. الأمر الآخر، هناك موضوع فدية القرن التي أرسلتها قطر بشكل سري وتم كشفها وحجزها في مطار بغداد، وهي فدية كبيرة جداً البعض يقدرها بخمسمائة مليون يورو، لذلك ربما أن الحكومة العراقية تقوم بإعادة هذا المبلغ لقطر، وسيكون هذا المبلغ موضوع مساومة ومكافأة بنفس الوقت، فهو مساومة لإظهار نية العراق الصادقة في إقامة علاقات ودية مع قطر، وكذلك دفع التهم التي ساقتها بعض الأوساط من أن الصيادين القطريين كانوا محتجزين بعلم الحكومة العراقية، والأمر الأخرى باعتبار أن هذا المبلغ سيكون مكافأة من حيث أنه سوف يوجه لمساعدة النازحين أو لإعادة الإعمار، وبالحالتين سيحقق العراق مكسب بهذه القضية، أما ما يخص المملكة السعودية، فإنه وفي قمة الرياض جرى التركيز على مكافحة الإرهاب، بعد ذلك أضيف وعلى استحياء موضوع التنمية، وهناك موضوع الاتفاق على خفض الإنتاج النفطي، فمن مصلحة السعودية إقناع روسيا وفنزويلا وهما دولتان من خارج منظمة أوبك وتتمتعان بقدرات إنتاجية عالية في أن يبقيا على مستوى منخفض من الإنتاج للمحافظة على الأسعار، والعراق كما هو معروف من الدول الواعدة بزيادة الإنتاج، ووجه استثمارات عديدة في هذا المجال، وهذا ما يتطلب زيادة الإنتاج من أجل تغطية كلف العقود الموقعة مع الشركات، وهو موضوع يتقاطع مع سياسة أوبك، لذا فإن المملكة السعودية جاءت لأمرين، الأمر الأول لا تستطيع التصريح به مع العراق، لكنها صرحت عنه في قمة الرياض وغيرها من المناسبات وهو الهجمة الكبيرة على إيران، والعراق بلد صديق إلى إيران ويسعى إلى توطيد هذه الصداقة، لكن التوجه السعودي والخليجي يتمثل بعزل إيران، وأعتقد أن هذا الموضوع سوف تتم مناقشته مع العراق من خلال المساومة في موضوع النفط، وهو أن يصار إلى أن لا يخفض العراق قدراته الإنتاجية بشكل كبير جدا، وانما بشكل معقول يكسب به رضا المسؤولين العراقيين وكذلك أيضا يمكن أن تنتزع بعض المواقف من العراق، خصوصا إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن السيد العبادي لديه توجهات باتجاه علاقات جيدة مع دول الخليج، لكن عليه أن لا يخسر جار مهم وذو تأثير كبير وهو إيران.