إستباحة

المجموعة: ثقافة وفن

 

حروفٌ 
التصقتْ بجدارِ صمْت 
صورٌ 
بلونِ رحيلٍ أبديّ . . . 
قبلَ أنْ يجفَّ الموتُ على أرصفةِ المدينة 
وتغورُ أسماءٌ في قاعٍ رهيب . ..
هل أنَّ السّماءَ أمطرتْ غضباً ؟ 
ومن الطّينِ 
خرجتْ قوافلُ جرادٍ مُنتشِر . . .
خسوفُ ليالٍ 
أم انبعاجُ أيام ؟
مساراتٌ تنتهي إلى كهفِ الرّقيم . . . 
. . .
موعدٌ و ثمود
وانفتالٌ في دائرةِ احتضار . . . 
على أعمدةِ تترِ البوادي
شنقوا العشقَ بوشاحِ المجدليّة
وشموعٌ 
أطفأتْ في بيتِ زرياب . . .
وحتّى أحلامُ الدّمى 
بُعثرَتْ . . .
شظايا 
لا يلمُّها قَدَرٌ مهزوم 
أمامَ قدرِه !
. . .
لم يعبرْ حصانٌ أبيضُ أسورةَ الضّباب
يخطفُ عذراءَ 
تستحمُّ برذاذِ انتظارِها الكسيح . . .
وسوداءُ ريحٍ 
تصبغُ ثيابَ عيدٍ 
بهلالٍ هاربٍ من عيونٍ 
ترقبُهُ بجفافِ شوْق . . .
ألوانُهُ 
بيعتْ لتجّارِ موْت 
وسماسرةٍ 
يُتقنون أزدرادَ ما تبقّى على موائدِ الكبار. . .! 
. . .
أصابعُ 
ما مُسحتْ من خَبَثٍ
وجوريٌّ 
ما فتحَ للشّمسِ جيوبَه 
قطوفٌ دانية
في عيونِ خرّاصين زُناة . . .! 
. . . 
وكذاك 
ثوبُ الصّبحِ 
يُمزّقُ على أنينٍ 
لا تسمعُهُ إلآ أمهاتٌ 
بمقلوبِ فؤادِ أمِّ موسى . . .
وشاهدةُ قبرٍ 
تصرخُ في المعرّةِ
وما جنيتُ على أحد 
صرخةٌ لم تُختنقْ بعد !
. . .
قالوا :
النفاسُ 
يتجبّرُ أحياناً 
فلا يسمحُ لروحٍ أنْ تمرَّ 
نسياً بلا أسم . . .
ليتَهُ فعل 
وليتَ زمنَ الوأدِ 
يكون 
وموؤدتُهُ تأتي بلا سؤال !
لكنَّ 
خطوطَ الشّيطانِ 
يرسمُها كما يُريد . . . 
فما زالَ هُبلُ يسكنُ في محاريبَ جديدة !
. . . 
ومكوراً
يدخلُ العتْهُ 
بأبعادِ جوْفٍ فضّ 
صَلَفٌ بدويّ 
تستقذرُهُ كُلُّ ثيابِ الأزمنةِ من عهدِ لوط . . .
أرجلٌ 
شربتْ مسافاتِ وحل . . . 
أطواقُ ياسمين 
يستلبُ عطرَها ليلٌ 
ابتلع أمانَه 
وطردَ الشّعراءَ 
والعشّاقَ من خيمةِ سكونِه . . .
. . . 
قواريرُ تصدّعتْ 
واندلقَ ما غلا !
شفوفٌ 
تمزّقتْ
وذوى ألقٌ في عيون . . .
أمَا آنَ للبالوناتِ أنْ تعرفَ أنَّ احتواءَها هواء ؟!!
. . .
الوقتُ 
يسيرُ إلى تراب . . .
والسائرون 
يسيرون على شوْكِ قَتاد 
وما زالوا 
ينتظرونَ جودو في المساء !!
. . . 
4/8/2014
عبد الجبار الفياض