رابعة العدوية في البصرة .. إحدى الشخصيات التاريخية المشهورة بعالم التصوف

المجموعة: ثقافة وفن

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏‏‏

 

 

رابعة العدوية .. اسمها ( رابعة ) مكناة بـــ ( أم الخير ) ،عابدة مسلمة وإحدى الشخصيات التاريخية المشهورة في عالم التصوف الإسلامي.

وهي بنت العابد إسماعيل العدوي  ، ولدت في مدينة البصرة ،(100/ 180هج)(717م/796 م)

وأصبحت رابعة هي واخواتها بلا عائل، يعانيين الفقر والجوع ومرارة اليتم الكامل ، بعدما توفيا والديها وهي بعمر  دون العاشر...

ويذكر بأن رابعة العدوية وعن الذين كتبوا وصوروا عنها صورة مشوهة وجعلوا منها تلك الغانية التي تمرغت في حياة الغواية والشهوات وهذا بعيد عنها كل البعد ، وغير صحيح .

لانها اتجهت في شبابها إلى العبادة والطاعة...ولقيت ربها وهي في الثمانين من عمرها وهي مشغولة باالحب الالهي وحده .. متعبدة في رحابه .. طامحة إلى حبه .. وكانت تدعوه دون أن ترفع رأسها إلى السماء حياءاً منه.

تقول دائرة المعارف الإسلامية في الجزء 11 من المجلد التاسع : « رابعة تختلف عن متقدمي الصوفية الذين كانوا مجرد زهاد ونساك ، ذلك أنها كانت صوفية بحق ، يدفعها حب قوي دفاق ، كما كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص ، الحب الذي لا تقيده رغبة سوى حب الله وحده ) . 

سئلت العابدة رابعة العدوية أتحبين الله تعالى ؟ قالت : "نعم أحبه حقا"، وهل تكرهين الشيطان ؟ فقالت : "إن حبي لله قد منعني من الاشتغال بكراهية الشيطان".

حيث قالت في رائعتها

عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك

وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك

أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك

فــأما الــذي هــو حب الهــــوى فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك

وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك

فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك