رحيل الكاتب والمسرحي العراقي طه سالم عن 88 عاما

المجموعة: ثقافة وفن

 

جبا - متابعة:

نعت نقابة الفنانين العراقيين في بيان صدر عنها، رحيل الفنان الرائد طه سالم، الذي رحل امس الجمعة.

ونقل بيان صادر عن النقابة بالقول« بمزيد من الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين الفنان العراقي الكبير طه سالم الذي وافاه الأجل بعد صراع مع المرض». 
ولد طه سالم في عام 1930 ويعد من الفنانين العراقيين الرواد الذين اتسموا بحضور خاص في الحركة المسرحية، لأنه الى جانب عمله كممثل فقد تفرد عن بقية زملائه بالكتابة للمسرح ، فقدم عددا من النصوص في مطلع ستينيات القرن الماضي، متأثرا في بنيتها الفنية والأسلوبية بما جاءت عليه نصوص مسرح العبث واللامعقول من تمرد على البناء الأرسطي في الكتابة والانزياح باتجاه تفتيت الوحدات البنائية الأرسطية والتمركز في فضاء التجريد ، فكتب وفق هذا المنحى مسرحية بعنوان «طنطل». وعادة ما ينظر نقاد ومؤرخو الحركة المسرحية في العراق الى هذا النص المسرحي بالذات على أنه خطوة أولى ومبكرة في تاريخ الكتابة المسرحية ضمن إطار يبتعد في أسلوبيته عن البناء الواقعي الذي كان سائدا آنذاك ، وتحول واضح وجريء باتجاه بنية فنية محايثة لنصوص مسرح العبث الذي كان يعيش آنذاك فترة تألقه وصعوده في أوروبا وأمريكا، ثم أعقب ذلك نص آخر بعنوان (البقرة الحلوب). وقد حمل هذا النص أيضا ولعه بنمط الكتابة الذي بدأ يفرض نفسه مع شيوع التيارات المسرحية الغاضبة والمتمردة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فجاء هذا الانغمار بهذا النمط من الكتابة متنفسا له لكي يعبر من خلاله عن أفكاره ورؤيته النقدية اليسارية الى الواقع السياسي والاجتماعي . 
كان سالم قد بدأ شغفه بالمسرح وهو لم يزل طفلا صغيرا في نهاية المرحلة الابتدائية من الدراسة ، وكان ذلك في مطلع عام 1946 ، حيث تذكر المصادر في أرشيف المركز العراقي للمسرح أنه كشف عن موهبته المسرحية سواء في التمثيل او التأليف أثناء دراسته في الإعدادية المركزية في العاصمة العراقية بغداد عام 1951، إذ كان يقدم مسرحيات من تأليفه برفقة زملائه الطلبة كانت تحمل صبغة شعبية في شخوصها وموضوعاتها، بعدها تقدم خطوة مهمة الى الأمام في مسار الاحتراف عندما شارك عددا من الفنانين الرواد في أعمالهم المسرحية أمثال سامي عبدا لحميد، خليل شوقي ، يوسف العاني. والخطوة الأهم في مسيرته جاءت عندما أصبح طالبا في معهد الفنون الجميلة في بغداد، حيث بدأ دراسته الأكاديمية لفن المسرح تحت رعاية وإشراف عميد المسرح العراقي الفنان حقي الشبلي، ومن هنا بدأ النضج في خطواته وأفكاره، فشارك وهو لم يزل طالبا في المعهد، في العديد من المسرحيات، وكان ذلك في نهاية العقد الخامس من القرن العشرين. كما شارك في أعمال سينمائية منها فيلم «أبوهيلة»، وفلم آخر بعنوان «شايف خير». هذا إضافة الى أعمال تلفزيونية . 
ورغم ان طه سالم كان قد غاب عن المشاركة بأي نشاط مسرحي وتلفزيوني منذ عدة أعوام بسبب المرض الذي أقعده وحدّ من حركته، إلا انه كان حاضرا بما تركه من نصوص مسرحية، إضافة الى نصوص أخرى تولى ترجمتها الى العربية، وكذلك في الحضور المشرق لابنتيه في معظم الأنشطة المسرحية المهمة داخل وخارج العراق، سواء في أكاديمية الفنون الجميلة او ضمن نطاق الفرقة الوطنية للتمثيل .