جبا - خاص:
كتاب موسوعة البصرة للكاتب والصحفي " باسم غلب " هو كتاب غني عن التعريف ، ويحمل في طياته تاريخ وتراث البصرة العتيدة ، ويبحر بالقارئ الى استذكار حياة البصريين الجميلة التي عاشوها بالقدم ، ويعرج الكاتب في بدايات كتاباته عن حكايا وطقوس وفعاليات تاريخ البصرة التي وصفها بأنها تنفرد عن بقية الشعوب التي لازال يتذكرها البصريون الاصلاء.
ويسلط الكاتب في بدايات موسوعته بطقوس كانت جارية بزمن الحكم الملكي في العراق بمدينة البصرة الذي أصبح من الماضي من خلال عزف الموسيقى عند رفع العلم العراقي على مبنى( متصرفية البصرة ) في الصباح ، وبالمساء عند انزال العلم العراقي انذاك ، وكانت تتوقف الحركة حينها بالمدينة بشكل كامل لحين الانتهاء من العزف ".
ويتابع الكاتب بالموسوعة الى استعراض واضح وجميل حول تراث وتاريخ وحياة وعادات البصريين ، ومنها احد معالم البصرة المتمثل بساعة ( سورين) عندما قام تاجر يهودي بأستيرادها من بريطانيا عام 1931 ، ونصبها عند مدخل (سوق الهنود ) او (سوق المغايز) والتي هدمت فيما بعد من جملة مباني تراثية جميلة مع الزمن عام 1964 لانشاء الطريق المحاذي لنهر شط العرب ، ومواضيع منوعة عن الدواوين البصرية ، والفزعة ، وعن المواقع السياحية والاثرية والحضارية والترفيهية التي لازالت في ذاكرة البصريين ، ومنها حديقة الامة ، ومتنزه الخورة ، وجزيرة السندباد ، والاثل ، ونهر العشار ، وام البروم ، والطبكة ، وغرها من العادات البصرية القديمة ، وملامح عن الجوامع ، والمساجد التراثية في مركز واقضية ونواحي وقرى البصرة ، ابرزها جامع خطوة الامام علي في الزبير ، وجامع ومقام الامير في العشار ، ومسجد الموسوي الكبير ، وجامع الكواز وغيرها من المساجد والجوامع الاخرى القديمة ".
ويبرز الكاتب جانبا مهما حول كنائس البصرة ، وتقاليد وعادات الطائفة المسيحية ، وعن الصابئة المندائيين ، ودراسة رائعة عن قصور وبيوت البصرة التراثية ، وتقرير مسهب عن مقابر البصرة ، ومعلومات مهمة عن اسواق البصرة القديمة والالعاب الشعبية التي انقرضت هذه الايام ، وعن الاكلات الشعبية الشهيرة التي يشتهر بها البصريون.
وكما لم يغفل القارئ عن التماثيل والنصب البصرية القديمة ، وحتى عن القطاع الرياضي في ذكر ساحات البصرة الرياضية ، والحمامات القديمة الشهيرة ،انذاك وكذلك عن استديوهات التصوير القديمة ، والمصورين القدماء ، بالاضافة الى العودة بالذاكرة الى وسائل قديمة عاشرت اهالي البصرة في حياتهم ، ومنها (حب) الماء ، والصريفة ، وغرف الطين ، وتنور الطين، والفانوص ، والبريمز والجولة ، ولمبة ، واللوكس ، والـ (لالة) ، والــ (لكن) ، والنقود المعدنية ، وغيرها من المورثات التي كان يستخدمها اهلنا في القدم.
ويسرد الكاتب في كتابه حول اعتقادات البصريين ، والمفردات الشعبية التي كانوا يتداولونها ، وعن الازياء ، والحرف والمهن الشعبية العريقة ، التي اختفت اليوم من الاسواق في البصرة".
والكاتب والصحفي " باسم حسين غلب " هو من مواليد محافظة البصرة ، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين ، ومراسل في العديد من الصحف ، ولديه الكثير من المقالات والتحقيقات واللقاءات الصحفية التي اجراها في عمله الصحفي ، وحاصل على الكثير من الشاهدات التقديرية ، ولديه اصدارت من الكتب ، وهي : كتاب ثروات البصرة عن دار الينابيع في دمشق ، وكتاب ذاكرة البصرة الصادر عن جامعة البصرة ، فضلا عن كتب اخرى تحت الطبع ، وهي : قصر على الضفاف ، وهو كتاب وثائقي يتناول قصور البصرة التراثية، وكتاب البصرة عبق الماضي واصالة الحاضر ، وهو كتاب تراثي عن مدينة البصرة ، وكتاب جرذان ادمية يتحدث عن الربيع العربي".
838 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع