بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


ماذا يستخدم المدربين تدريبات السرعة والقوة في العملية التدريبية لتطوير الاداء الرياضي؟؟

 كتب / د. جبار رحيمة الكعبي - الخبير الفني للإتحاد القطري لألعاب القوى – اللجنة الاولمبية القطرية:

 إن الإنجازات الرياضية التي تحققت في السنوات الأخيرة في العديد من الألعاب الرياضية ترجع بشكل كبير إلى إستخدام الطرق والأساليب العلمية الحديثة في تحليل التدريب ومنها تحليل التدريب من الناحية الفسيولوجية والكيمائية ودراسة تأثيراته على الألياف العضلية والوحدات الحركية والعضلات ومدى الإستجابات والتكيفات التي تحدث نتيجة إستخدام التدريبات الرياضية المختلفة .

وإنطلاقاً من أهمية تدريبات السرعة والقوة في تطوير عمل الأجهزة الوظيفية وتحسين مستوى الأداء الرياضي للألعاب المختلفة لابد لنا من طرح السؤال التالي : لماذا يستخدم الرياضيون تدريبات السرعة والقوة ؟ وبكل بساطة ستكون الإجابة لتطوير مستوى الأداء الفني للاعبين ولكن هذا الجواب هو الهدف من التدريب وليس الإجابة على لماذا يستخدم الرياضيون تدريبات السرعة والقوة ؟

وعليه فان الاجابة على هذا السؤال يحتاج الى تحليل الأسباب العلمية التي تجعل المدربين يخططون ويخصصون أوقاتاً في البرنامج التدريبي لتطوير السرعة والقوة خلال الوحدات التدريبية . وللإجابة على السؤال أعـلاه لابد لنا من تحليـل تدريبات القـوة وعلى وجـه التحديد ( القوة القصوى ، القوة الإنفجارية ، القوة السريعة ) وتدريبات السرعة التي تتعلق ( سرعة الإنطلاق – السرعة الحركية - السرعة القصوى ) من الناحية الفسيولوجية والكيميائية حتى يمكننا فهم الحقيقة العلمية لهذه التدريبات والاسترشاد بها في تطوير مستوى الأداء الفني للاعبين . وعلية فان الاجابة على هذا السؤال تتلخص في أن هناك عدة عمليات فسيولوجية وكيميائية تحدث أثناء تدريبات القوة والسرعة تكون لها الاثر الفعال في تطوير مستوى الاداء الرياضي للاعبين يمكن تلخيصها بما يلي :

أولاً : يستخدم المدربين تدريبات السرعة والقوة في العملية التدريبية من أجل تقليل تأثير الإعاقة التي تقوم بها المستقبلات الحسية الموجودة داخل العضلات مما يسمح ذلك بمشاركة أكبر عدد ممكن من الوحدات الحركية في العضلة ، وهذا يؤدي الى إنتاج أقصى سرعة وقوة لتنفيذ الحركات الرياضية المختلفة ، حيث كلما زادت عدد الوحدات الحركية في العمل العضلي كلما زادت السرعة والقوة المنتجة أثناء الأداء الرياضي ويمكن إيجاز ذلك بما يلي :

 يوجد في العضلة مستقبلات حسية تقوم بعملية إثارة الوحدات الحركية للعمل تسمى المغازل العضلية وهى أجسام صغيرة شكلها يشبه المغزل طويلة ونحيفة وسطها فيها نواة ( المحفظة النووية ) وتنتشر بشكل واسع في العضلات الإرادية ( المخططة ).

فعندما يحدث شدة قصوى على العضلة نتيجة تدريبات السرعة والقوة فإن العضلة تنقبض فيحدث ضغط على المحفظة النووية فتتمدد هذه المحفظة وفقاً لمقدار قوة الإنقباض ونتيجة لهذا الضغط ترسل المحفظة النووية إشارات عصبية حسية عبر العصب الحسي إلى الدماغ الذي فيقوم الدماغ بدورة بإرسال إشارات عصبية إلى الوحدات الحركية لتحفيز وتجنيد ومشاركة عدد من الوحدات الحركية تتناسب مع قوة الاستثارة ( التمدد نتيجة الإنقباض ).

فكلما كانت التدريبات بالشدة القصوى وكانت الاستثارة قوية وقصويه على العضلات كلما أرسل الدماغ إشارات عصبية إلى مشاركة أكبر عدد ممكن من الوحدات الحركية في العضلة للقيام بالعمل العضلي المطلوب وبالتالي إنتاج سرعة وقوة أكبر لتنفيذ الحركات الرياضية .

وعليه فإن تدريبات السرعة لمسافات قصيرة أو باستخدام عوامل مساعدة مثل العدو مع اتجاه الريح أو السحب أو على جهاز السير المتحرك بسرعه عالية وتدريبات القوة بأنواعها والتي تتميز بالشد القصوى تعمل على تحسين عمل المغازل العضلية في نقل الإشارات العصبية الحسية إلى الدماغ وتزيد من كفاءتها وقدرتها في العمل وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين عمل الدماغ في إرسال الإشارات العصبية للوحدات الحركية للمشاركة في العمل العضلي وبالتالي إنتاج سرعة وقوة أكبر يستفاد منها في أداء الحركات الرياضية بالشكل المطلوب .

بالإضافة الى ذلك توجد في العضلات مستقبلات حسية أخرى تقوم بعملية الكبح أو إيقاف عمل الخلايا العصبية على الإستثارة لمشاركة الوحدات الحركية في العمل العضلي وهى أجسام جولجي الوترية والتي توجد في أوتار العضـلات ".

فمثلاً عنـد تدريبات السرعة ( نزول من منحدر ) أو تدريبات القوة القصوى برفع أوزان قصويه أو تدريبات القوة الإنفجارية ( تدريب البلايومترك )، فإن هذه الأجسام ترسل إشارات عصبية إلى الحبل الشوكي فيقوم الحبل الشوكي بدورة بإرسال إشارات عصبية بإيقاف عمل الوحدات الحركية ومنع تجنيد ومشاركة وحدات حركية جديدة في العمل العضلي وهذا الدور الذي يقوم به الحبل الشوكي هو دور وقائي وحماية للعضلة من حدوث شد قصوي جداً على العضلة ربما يؤدي إلى تمزقها نتيجة إستخدام تدريبات شدة قصوى قد تكون أكبر من قدرة وقابلية العضلة على تحملها وعلى الرغم من ذلك فإن أجسام جولجي الوترية ونتيجة لحساسيتها وإنطلاقاً من هذا المفهوم فإن تدريبات السرعة والقوة بالشدة القصوى تهدف إلى الإقلال من تأثير الإعاقة التي تسببها أجسام جولجي الوترية في إيقاف أو مشاركة الحد الأقصى من الوحدات الحركية في التدريب ونتيجة للاستمرار في هذه التدريبات القصوى ، فإن حساسية أجسام جولجي الوترية تتناقص تدريجياً وتصبح أقل تأثيراً في تثبيط أو إيقاف عمل الوحدات الحركية في العضلة نتيجة لتحسن عملها وزيادة كفاءتها في حماية العضلة من التوترات القصوى .ولكون العضلة أصبحت أكثر قـوة نتيجة لهذه التدريبـات وهذا يطلـق عليـه مصطلح ( التحرر ) وهو يعني تقليل إشارات الكبح أو الإيقاف ورفع مستوى التحرر من الإشارات العصبية المعيقة للعمل والتي ترسلها أجسام جولجي الوترية وتسمح بإطلاق الحرية للوحدات الحركية بالعمل بأقصى طاقة لها دون السماح للتوترات القصوية التي تشكل خطورة على العضلة . ويمكن تفسير ما تقدم من خلال المثال التالي أنه أثبتت البحوث والدراسات أن الرياضي أثناء الأداء لا يمكن له من مشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة بل يستطيع في الظروف الاعتيادية أن تشارك حوالي 95 % من الوحدات الحركية أي أن هناك ( 5 % ) من الوحدات الحركية لا تشترك في الأداء وهى تحتاج إلى توترات قصوى جداً لكى تعمل وتشارك في العمل وهذا يعني أن هناك فاقد في القوة الحقيقية بمقدار ( 5 % ) من القوة الحقيقية للعضلة . أما الشخص الغير متدرب فإنه يستطيع أثناء الأداء أن يحفز أو يشارك حوالي ( 75 % ) من الوحدات الحركية في العضلة أي أن هناك ( 25 % ) من الوحدات الحركية لم تشترك بالعمل العضلي وهذا بسبب أن أجسام جولجي الوترية لها قدرة كبيرة على إعاقة وتثبيط مشاركة أكبر عدد ممكن من الوحدات الحركية بسبب عدم إستخدام التدريبات القصوى لهذا الشخص والتي تعمل على الإقلال تدريجياً من تأثير أجسام جولجي الوترية وإطلاق الحرية للوحدات الحركية للمشاركة في العمل العضلي ونتيجة لذلك فإن فاقد القوة كبير حوالي ( 25 % ) من القوة الحقيقية للعضلة . وهناك بعض الحالات تمكن الرياضي من التخلص من مؤثرات الإعاقة التي تقوم بها أجسام جولجي الوترية وتسمح بمشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة وبالتالي استخراج أقصي قدره للرياضي ومن هذه الحالات هى : - • العوامل النفسية تلعب العوامل النفسية كالفرح والخوف دوراً كبيراً في تحفيز ومشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة وخاصة في حالات الخوف التي تهدد الإنسان حيث يقوم الجسم بإفراز هرمون الكاتا كولامين والذي يعمل على تحفيز ومشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة يؤدي إلى الإقلال من تأثير الإعاقة التي تقوم بها أجسام جولجي الوترية وبالتالي إنتاج قدرة كبيرة لا يمكن له من إستخراجها في الظروف الإعتيادية ".

وإنطلاقاً من هذا المفهوم فقد استخدم المختصون بعلم النفس الرياضي العديد من الأساليب النفسية التي تعمل على إفراز هذا الهرمون لأجل مشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة لإنتاج أقصى طاقة أثناء الأداء الرياضي .

• التدريب بالتحفيز الكهربائي  ويتم ذلك من خلال تحفيز العضلة كهربائياً للعمل بأقصى طاقة لها وبمشاركة جميع الوحدات الحركية ومن خلال برنامج علمي مقنن يتناسب مع قوة العضلة ونتيجة للإستمرار بمثل هذه التدريبات ونتيجة لمشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة أثناء الإنقباض نتيجة التحفيز الكهربائي فإن ذلك يؤدي إلى الإقلال من تأثير أجسام جولي الوترية وتصبح معتادة على العمل بجميع وحداتها الحركية مما يسمح ذلك بإستخراج أقصى قدرة لها أثناء الأداء الرياضي وبذلك يتحسن مستوى الأداء الرياضي أثناء البطولات أو المباريات .

ثانياً : تحسين تزامن عمل الوحدات الحركية بنفس الوقت أثبتت الدراسات العلمية أن مشاركة أكبر عدد ممكن من الوحدات الحركية بالعمل العضلي وبنفس الوقت يؤدي إلى إنتاج أقصى قدره ، وهذا يمكن تحقيقه عن طريق التدريبات ذات الشدة القصوى للانقباض لمرة واحدة أو لعدد من الانقباضات من ( 3 – 4 ) انقباضات عضلية قصويه ، كما في تدريبات القوة القصوى والقوة الإنفجارية وخير مثال على تدريبات القوة الإنفجارية هي إستخدام تدريبات البلايومترك . ويمكن إيجاز مفهوم تدريب البلايومترك فسيولوجياً وكيميائياً بأنه تدريب فعال يربط بين القوة والقدرة لإنتاج طاقة قصوى أي تحويل القوة العضلية الكامنة في العضلة إلى قدرة قصوى أثناء الأداء مستفيداً من الطاقة المطاطية المخزونة في الألياف العضلية .

 ثالثاً : زيادة سرعة ترددات الإشارات العصبية للعضلات وتجميعها أثناء الأداء الرياضي وهذا يعني أنه عندما يقوم الرياضي بأداء إنقباض عضلي قصوي مثل رفع الأثقال بأوزان قصويه أو إطاحة المطرقة أو رفع الخصم بالمصارعة لإسقاطه أرضاً . فإن الجهاز العصبي يقوم بزيادة سرعة تردد الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات أي يقوم الجهاز العصبي بإرسال إشارة عصبية ثانية مباشرة إلى العضلة عند وصول تأثير الإشارة العصبية الأولى إلى قمتها وبهذه الطريقة يؤدي وصول إشارتين عصبيتين متتاليتين بصورة سريعة إلى الخلية تتبعها إشارات عصبية أخرى لها نفس التأثير إلى حدوث إنقباض قصوي أعلى منه عند حدوث إنقباضة فردية واحدة ، وهذا الأسلوب من سرعة تردد الإشارات العصبية يؤدي إلى تجميع عملية الإنقباض فيحدث زيادة في مستوى القدرة العضلية المنتجة بالإضافة إلى ما تم شرحه سابقاً من مشاركة جميع الوحدات الحركية في العضلة أثناء العمل العضلي .

إن التتابع السريع للإشارات العصبية تؤدي إلى حدوث تقلص عضلي ثابت وهذا يحدث في تدريبات القوة القصوى الثابتة ( الإنقباض الثابت ) والذي يعني أن قوة الإنقباض تعادل المقاومة فتبقى العضلة بنفس الطول ، كما يحدث ذلك أيضاً في تدريبات القوة القصوى المتحركة ( الإنقباض بالتقصير ) والتي تعني أن قوة الإنقباض أكبر من المقاومة بسبب أن الحركة تكون بطيئة لرفع الأوزان القصوية مما يؤدي ذلك إلى تجميع الإشارات العصبية أثناء التقلص العضلي للتغلب على المقاومة مثل إستخدام أوزان قصويه 100% لمرة واحدة 95% من أقصى وزن لمرتين ، 90 % من أقصى وزن لثلاث مرات .

وعليه فإن تدريبات القوة القصوى تعمل على تحسين سرعة تردد الإشارات العصبية وتجميعها أثناء العمل العضلي وبذلك تزداد عدد الوحدات الحركية المشاركة ويتحسن تزامن عملها وتزداد سرعة تردد الإشارات العصبية وتحسين تزامن تجمعها . كما تحدث نتيجة لتدريبات السرعة والقوة تغييرات كيمائية داخل الألياف العضلية يمكن تلخيصها بما يلي : -

1 ) زيادة مخزونات الطاقة في العضلات وهى ثلاثي فوسفات الأدنوزين وفوسفات الكرياتين ( ATP – PC ) 2 ) زيادة فاعلية الأنزيمات اللأوكسجينية التي تعمل على انشطار مصادر الطاقة اللاأوكسجينية ( ATP – PC ) الأنزيمات هى ATP ase وأنزيم CPK فسفوكيناز . 3 ) زيادة في كميات ايونات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم المساعدة في عمليات التقلص والانبساط . وعلية فان الاسباب الفسيولوجية والكيميائية التي تجعل المدرب يخصص وحدات تدريبية للسرعة والقوة هي من اجل تقليل تأثير الإعاقة التي تقوم بها المستقبلات الحسية الموجودة داخل العضلات ، ولتحسين تزامن عمل الوحدات الحركية والعمل جميعها بنفس الوقت لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الوحدات الحركية بالعمل العضلي وبالتالي إنتاج أقصى قدره ، وكذلك لزيادة سرعة ترددات الإشارات العصبية من المخ إلى العضلات وتجميعها أثناء الأداء الرياضي .

ومن خلال التعامل العلمي مع هذه المبادئ يتحقق الهدف من العملية التدريبة وهو تطوير مستوى الانجاز الرياضي للاعبين.