السيدة زينب الکبرى (سلام الله عليها) وفاتها ودفنها

المجموعة: اسلاميات
تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 16 أيار 2014 01:10
نشر بتاريخ الجمعة, 16 أيار 2014 01:10
الزيارات: 3260

 

إنّ من المأسوف عليه ، أنّ حملة التاريخ على توسّعهم في سرد القصص والأحوال في أشياء كثيرة ، أهملوا حقائق من التاريخ ، تمسّ إليها حاجة المنقّب، وتساق إليها طلبة الباحث. ولسنا الآن في صدد الأسباب الباعثة على ذلك- ولعلّها لا تخفى على الناقد البصير- غير أنّ المهم هي ناحية واحدة أصبحت من مواضيعه، و هو البحث عن وفاة عقيلة بني هاشم زينب الكبرى، و تحرّي الوقوف على مدفنها، وإن كانت المصادر التي نستمد منها ، لا تخلو جملة منها من تشويش و اضطراب، و على العلاّت فنحن  ، نتقدم إلى القارئ الكريم ما قيل في ذلك، و نحيل الحكم إليه. فقيل: « إنّها توفيت ، و دفنت في المدينة المنوّرة ، و كان ذلك بعد رجوعهم من الشام، ذكره صاحب الطراز عن بحر المصائب» . ولو صحّ هذ ، لبقي لعظيمة بيت الوحي ، أثر خالد و مشهد يزار، كما بقي لمن دونها في المرتبة من بني هاشم، بل لمن يمتّ إليهم بالولاء من رجالات الأمّة. و قيل: « إنّها توفيت حوالي الشام، نقله صاحب الطراز أيضاً عن أنوار الشهادة و بحر المصائب، في تفصيل لا مقيل له من ظلّ الحقيقة، و هو بالروايات الخرافية أشبه، فالإعراض عنه أجدر». و قيل ، إنّها توفيت في الشام، نقله في الطراز أيضاً عن كنز الأنساب، لكن قائله تفرد برواية قصة في ذلك لم تتأكد. و قيل ، إنّها توفيت في إحدى قرى الشام، نسبه إلى الطراز أيضاً إلى بعض المتأخرين، و تلهج الألسن في سبب ذلك بحديث المجاعة التي أصابت أهل المدينة المنورّة، فهاجرت مع زوجها عبد الله إلى الشام، و توفيّت هنالك. و ذكر النسابة العبيد لي في أخبار الزينبيات ، على ما حكاه عنه مؤلّف كتاب السيدة زينب : « أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة ، أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية ، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره ، بأن يفرّق بينها و بين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت ، فأبت الخروج من المدينة » T و قالت : « فوالله لا أخرج ، و إن أهرقت دماؤنا »، فقالت لها زينب بنت عقيل: « يا ابنة عمّاه ، قد صدقنا الله وعده و أورثنا الأرض ، نتبوّء منها حيث نشاء، فطيبي نفساً ، و قرّي عيناً، و سيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن »، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم ، و تلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، و خرج معها من نساء بني هاشم ، فاطمة ابنة الحسين و سكينة، فدخلت مصر لأيام ، بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي ، مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً و خمسة عشر يوماً، و توفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً ، مضت من رجب سنة اثنتين و ستين هجرية، و دفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى(1)، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، انتهى نصّ العبيدلي.