بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


من هي زوجة ابي الفضل العباس عليه السلام ؟

نتيجة بحث الصور عن زوجة ابا الفضل العباس

جبا - اسلاميات:

مَنْ هي المرأة التي كانت قرينةَ هذا الرجل العظيم العباس بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام)؟، أو بعبارةٍ أخرى مَنْ هي زوجة العباس(عليه السلام)؟ وما هو دورُها في معركة الطفّ الخالدة؟..

ذكرَتْ العديدُ من الروايات بأنّ العباس(عليه السلام) تزوّج من امرأةٍ واحدةٍ فقط هي (لبابة بنت عبيدالله بن عباس)، حيثُ كانت من سيدات عصرها وأفضلهنّ نسباً وطهارةً وعفّة، فهي تنتمي إلى البيت الهاشمي خيرة الله من العرب، والذي شرّفه الله بأن اختار منه خاتم أنبيائه المرسلين.

أبوها: هو (عبيدالله بن عباس) وكان والياً على اليمن من قِبَل الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأمّها: هي السيدة الجليلة (أمّ حكيم بنت خالد بن قرض الكنانية) وكانت من أجمل النساء وأوفرهنّ عقلاً، وقد فُجعت هذه السيدة الفاضلة بمقتل ولدَيْها الصغيرين (عبدالرحمن وقثم) من قبل السفّاح (بسر بن ارطأة) أحد قادة جيوش معاوية بن أبي سفيان عندما احتلّ اليمن، حيث لم يتمكّن عبيدالله من الصمود أمام الجيش الأموي، الأمر الذي دعاهُ إلى ترك اليمن لكنّه لم يتمكّن من أخذ طفلَيْه معه، لأنّه كان قد أرسلهما إلى البادية ليَنْشَآ هناك، وكان هذا الأمرُ مألوفاً عند أهل الجزيرة العربية، ولمّا علم بسر بن ارطأة بوجود هذين الطفلين أرسل لهما رجاله وأمر بذبحهما.

ولمّا بلغ قتلُهما أميرَ المؤمنين(عليه السلام) دعا على بسر وقال: (اللهمّ اسلبه عقله ودينه)؛ فلم تمضِ مدّةٌ طويلة حتى انتقم الله سبحانه وتعالى منه فخَرِفَ وسُلب عقلُه وأخذ يتصرّف تصرّفاتٍ تشمئزُّ منها النفوس حتّى أهلَكَه الله وأورده النارَ وبئس المصير.

لقد فتحت السيدة لُبابةُ عينيها على الصراع بين البيت الهاشميّ والبيت الأمويّ، وهو صراعٌ دينيّ وعقائديّ، كما قال الإمام زين العابدين(عليه السلام): (نحن وبنو أمية تعادينا في الله، قلنا صَدَقَ الله وقالوا كذب الله)، حتى بلغ ذلك الصراع ذروته في واقعة كربلاء مروراً باغتيال الإمام علي(عليه السلام) في محراب الصلاة وبعده الإمام الحسن(عليه السلام).

السيدة لبابة في كربلاء:

وقفت السيدةُ لبابة مع زوجها في كربلاء موقفاً شجاعاً ونبيلاً حيث آزرته وساندته وحثّته على المضيّ قُدُماً في الوقوف مع أخيه سيد الشهداء، وظلّت بجانبه وهو يرفع لواء الثورة الحسينية راية الإيمان والعزّة والفداء؛ فسجّل العباس(عليه السلام) أروع مواقف البطولة والوفاء التي أصبحت قصائد يتغنّى بها الشعراء على مرّ الزمن.

ما بعد كربلاء:

استمرّت هذه المرأة تُقارع السلطة وتُقاسم السيدة زينب(عليها السلام) المصائب والألم، وصمدت أمام تعسّف أزلام السلطة وقسوتهم، وشاركت عقيلات الرسالة رحلة السبي المؤلمة من كربلاء إلى الشام وحتى العودة إلى المدينة المنورة، حيث أكملن بمسيرهنّ الثورة الحسينية كما أرادها الحسين(عليه السلام) وخطّط لها بحنكةٍ وذكاء ودراية؛ وتمكّنَّ بجهادهنّ وصبرهنَّ وتصدّيهنَّ للطغاة من سكب قطرات السمّ الزعاف في كؤوس بني أمية، وقلبنَ نصرهم إلى هزيمةٍ وفضحنَ سياستهم الظالمة.

واختلفت الروايات فيما حصل للسيدة (لُبابة) بعد يوم الطفّ، فهناك روايةٌ تقول أنّها لم تعشْ بعد استشهاد العباس(عليه السلام) إلّا قليلاً، وتذكر هذه الرواية أنّها توفّيت سنة (63هـ) أي بعد استشهاده بسنتين فقط، وكان عمرها وقت وفاتها خمسةً وعشرين سنة، لأنّ محنتها كانت كبيرة ولم تستطع تحمّل شدّة الصدمة وعمق المصيبة فرحلت عن الحياة صابرةً محتسبةً، ورجعت إلى ربّها راضية مرضية.

أبناؤها:

تضاربت الروايات أيضاً في هذا الجانب من حياة السيدة (لُبابة)، ولكن المشهور بين علماء النسب أنّ للعباس(عليه السلام) ولداً واحداً هو (عبيدالله) وأمّه السيدة لبابة، كما اتّفقوا على انحصار عقب العباس فيه من ولده (الحسن)، وكان عبيدالله من كبار العلماء موصوفاً بالجمال والكمال والمروءة، ربّاه الإمام زين العابدين(عليه السلام) وكانت له منزلةٌ كبيرةٌ عنده كرامةً لمواقف أبيه فزوّجه ابنته، وجمع له معها ثلاثاً من الحرائر من بنات الأشراف وكان يقصد بذلك تنمية نسل عمّه العباس(عليه السلام)، وكان إذا رآه رقّ واستعبر باكياً، فإذا سُئل قال: إنّي أذكر موقف أبيه يوم الطّف فما أملك نفسي.

ويذكر بعضُ المؤرّخين أنّ للعباس ولداً من السيدة لُبابة اسمُهُ (محمّد) كان يحبّه حبّاً شديداً، وكان بين عينيه أثرُ السجود، فلمّا رأى العباسُ حال أخيه الحسين(عليهما السلام) قدّم إخوته بين يديه، ثمّ أتى بابنه هذا وقلّده السيف واستأذن له فقبّل محمّدٌ يدي عمّه ورجليه وودّع عمّاته، وقاتل حتّى قُتِل ويذكرون له بطولاتٍ فذّة، وقد ذكره ابن شهرآشوب من شهداء الطفّ أيضاً، ولكنّ صاحب كتاب (فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيد الشهداء) ينكر وجود محمّدٍ بن العباس ويقول: لا يوجد دليلٌ تاريخي على وجود ابنٍ للعباس استشهد في كربلاء.

ويرى بعضُ المؤرّخين أنّ السيدة (لُبابة) أنجبت للعباس(عليه السلام) خمسة أولاد وبنتاً واحدة، والأولاد هم: الفضل، عبيدالله، الحسن، القاسم، ومحمّد الذي ذكره ابن شهرآشوب، وذكره بعضُ المؤرّخين تماشياً معه، بينما تذكر مصادر أخرى أنّ أولاد السيدة لُبابة هما: الفضل وعبيدالله فقط.

ومهما تكن الحقيقةُ فإنّ أحفاد العباس انحصروا في ابنه عبيدالله، وكانوا كلّهم أجلّاء لهم المكانة العالية بين الناس لأنّهم ما بين فقهاء ومحدّثين ونسّابين وأمراء وخطباء وشعراء وفصحاء وأسخياء وزهّاد، ولا غرابة في ذلك وقد أنجبهم أبو الفضل العباس(عليه السلام) الذي يملك من المزايا والمواهب النادرة التي لا يجود بها الزمان كثيراً إلّا لمثله.

ويذكر التاريخ انه كلما دخل احد ابناء ابا الفضل / العباس / عليه السلام على الامام السجاد (ع) قام من موضعه ، والدموع تملئ عينيه ، وينادي : انعم بمن اوفوا عهد الله اذا عاهدوا .

هذا ما وصلنا من سيرة السيدة الجليلة لُبابة زوجة العبّاس بن علي أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومع قلّته إلّا أنّه يُلقي الضوء على عظمتها ودورها المميّز في التأريخ ويكفيها فخراً أنّها اقترنت ببطل الملحمة الحسينية الخالدة أبي الفضل العباس(عليه السلام) وكان من نسلهما الرجالُ العظماءُ الذين ملأوا الدنيا علماً وخيراً وبركة.