بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


عدن والبصرة مثالان للحروب العبثية

كتب / عبدالوهاب العمراني - دبلوماسي يمني وكاتب سياسي

من متابعاتي الإعلامية لثلاثة حروب في العراق وثلاثة في اليمن وخلال ثلاثة عقود مضت، لاحظت بأن المدنيين يُستغلون لتمرير انتصارات مجرمي هذه الحروب. ومن سخرية الأقدار ان مدينة البصرة مدينة التاريخ والأدب والفكر ومدينة السندباد تعرضت لثلاثة حروب قاسية ابتداء من الحرب العراقية لثمان سنوات عجاف كانت هي بين رحى تلك الحرب اي منطقة التماس العراقية الإيرانية وبوابة عربستان الأهواز الإيرانية، وهو الأمر نفسه في حرب ما سمي بتحرير الكويت نالت القسط الأكبر من المعاناة والصمود، والمرة الثالثة لنكبة هي الحرب الأخيرة لقوات التحالف الغربي لإسقاط صدام حسين حيث سقطت معه بغداد في أيام قليلة وبطريقة شابها الغموض. 

ونفس المعاناة لثغر اليمن الباسم عدن مدينة السلام والثقافة والجمال. هذه المدينة الرابضة على بحر العرب وكانت ثالث ميناء عالمي في النصف الأول من القرن الماضي لأنها تقع بالقرب من أهم المضايق البحرية العالمية ومفتاح طريق الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لدرة التاج البريطاني الهند.  عدن، هذه المدينة الحالمة، تعرضت لثلاث حروب قاسية الأولى هي حرب القبائل الماركسية في يناير من العام 1986 والتي من نتائجها البعيدة المدى إنها قد أضعفت الشطر الجنوبي من الوطن ليكون إلى جانب انهيار الاتحاد السوفيتي لقمة سائغة لطموحات وتطلعات علي عبدالله صالح في الانفراد بالسلطة. 

وبدلا من أن تكون الوحدة عامل استقرار وتنمية، إلا أنها كانت مبرر الحرب الثانية التي شنها علي عبدالله صالح (بعد توقيع اتفاقية العهد والاتفاق في الاردن) في العام 1994 لتكون أول مسمار في نعش الوحدة اليمنية، ولازالت تداعياتها الى اليوم، وكانت عدن الضحية الوحيدة لتلك الحرب العبثية. 

وبعد ان وضعت الحرب أوزارها في مثل هذا اليوم 7/7/1994 كان يفترض بعد ان غدى الرئيس علي عبدالله صالح الملك المتوج ان يبني دولة مدنية وأن يرسخ دولة مؤسسات بعد ان قضى على خصومه ولو فعل ذلك ومن ثم استقال كرئيس مدني لكان قد دخل التاريخ وحينها يمكن ان يُدعى بزعيم.  أما الحرب الثالثة فهي هذه الحرب التي تحالف فيها الحوثيين مع من يفترض ان الثورة قامت ضده ومع من حاربهم ست حروب عبثية، هذه الحرب كانت عدن هي الضحية الأولى والأكثر بؤساً حيث تعرضت لأكثر من ثلاثة أشهر لقصف ميليشيات الحوثي التي زحفت من صعدة لإسقاط المدن بقوة السلاح ودمرت كل من عدن وتعز ومدن جنوبية أخرى وأسقطت ودمرت دولة بحجة ان الحوثيين اتوا لمحاربة الفاسدين فعاثوا في الأرض فسادا. 

عدن جريحة مثل البصرة كلاهما نالها ما نالها من نصيب من حماقات العابثين ومن الدمار والتنكيل.