جنة عدن في البصرة تجتذب المستشرقين

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ السبت, 07 حزيران/يونيو 2014 15:49
نشر بتاريخ السبت, 07 حزيران/يونيو 2014 15:49
الزيارات: 2637

محمد العيداني:
درجت المجموعات السكانية وشعوب العالم منذ نشوء المجتمع البشري على الوقوف باندهاش إزاء الظواهر الطبيعية والحياتية التي يتفاعلون ويتعايشون معها، وفي الوقت الذي نظروا بعين الانبهار إلى الكائنات الحية التي ارتبطت بتلك الظواهر؛ فانهم تعاملوا معها بإجلال وتقديس خاصين، رأوا ان من الضروري ان يسبغوهما عليها.
في بلدة القرنة شمالي محافظة البصرة توجد شجرة قديمة يسبغ عليها بعض السكان صفة التقديس والجلال تدعى "شجرة نبي الله ادم والذي صلّى النبي ابراهيم عليه السلام في هذه البقعة عام 2000 قبل الميلاد، قال ستنبت في هذه البقعة شجرة كشجرة آدم في جنة عدن"، هذا ماكتب باللغتين العربية والانجليزية على صخرة من المرمر الأبيض بالقرب من شجرة السدر التي مازالت تنتصب بجذعها المتيبس المرتفع، عارية ﻣن اﻟورق، تعرف بـشجرة آدم، حيث مكوث أبو البشرية أدم وحواء وفي مكان غير بعيد منها ملتقى النهرين دجلة والفرات بمدينة القرنة (75 كلم شمال مركز مدينة البصرة.
تقع شجرة آدم في مكان قريب من التقاء نهري دجلة والفرات قرب القرنة جنوب العراق, والتي تحولت الى اثر سياحي بسبب عمرها الذي تجاوز القرن من الزمان, ويشاهد على جذعها المتيبس اثار حناء, وقطع من القماش الاخضر للتبرك بها, كونها ترتبط بابينا ادم, او النبي ابراهيم الخليل, حتى اطلقوا عليها الشجرة المباركة او الشجرة المقدسة او كما اطلق عليها احد الرحالة الاجانب اسم "البرهاما".
ويتابع "برغم كل الحروب فالشجرة هي متواجدة منذ الاف السنين ولم تتأثر في مختلف الاحوال الجوية وهي لم تتأثر ايضا من جراء الحروب التي مرت وهذا يدل على انها فعلا مقدسة والروايات التي تتحدث عن انها شجرة ادم هي فعلا حقيقية والروايات كثيرة من قبل شتى الباحثين".
يشار الى ان بعض الباحثين، من بينهم الباحث المعاصر وليم ويلكوكس يذكرون، ان جنة عدن السومرية ومعبدها الاساس يقع في القرنة وهي الميناء السومري الذي تبحر منه السفن السومرية التجارية للتبادل التجاري.
يعتقد البعض ايضا ان القرنة هي المنطقة نفسها المذكورة في العهد القديم من الكتاب المقدس بانها ارض الانهار الاربعة و ان الباحث والبحار النرويجي ثيور هيردال حاول اثبات ذلك عام 1977م ببناء سفينة من القصب والبردي وهي النباتات الطبيعية التي تنمو في اهوار المنطقة وابحر بها من موقع التقاء النهرين باتجاه الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب ولكن للاسف لم تتم هذه الرحلة حيث احرقت السفينة عند الشاطئ البحري للصومال.
ويعتقد باحثون آخرون ان القرنة او القورنة هي كلمة سامية وتعني باللغة اللاتينية او الايطالية القرنية او قرن الثور او الزاوية، وكما تشير بعض الروايات التقليدية الشعبية القديمة الى ان موقع القرنة بدأت فيه الحياة على الارض حيث هو الموقع الذي هبط فيه ادم وحواء معا على الارض ومن اتحادهما بدأت الحياة.
ويقول الرومان ان موقع التقاء النهرين في القرن الاول قبل الميلاد يسمى "دوكبا"، و ذكر المؤرخ "لين" في كتاب "الألغاز البابلية" انه، اعتمادا على التاريخ الطبيعي للمنطقة فان هناك في بلاد ما بين النهرين على ضفاف نهر دجلة وقرب التقائه بالفرات موقعا يسمى "دوكبا" وان النهرين التقيا خلال القرن الثاني في مدينة تدعى "افاميا".
وقد ذكر ياقوت الحموي في القرن الثالث عشر للميلاد ان النهرين كانا يجتمعان في "مطارة" وجاء ذكرها في كتاب معجم البلدان هكذا مطارة ايضا من قرى البصرة على ضفة دجلة والفرات في ملتقاهما بين المذار والبصرة (المذار تعني حاليا المناطق التي تقع جنوب محافظة ميسان أي قضاء قلعة صالح وأيضا ذكر الحاج خليفة في كتابه "جهنامة"، ان دجلة كانت تلتقي مع الفرات في موقع يسمى "الجوازر" لان المياه كانت تجزر فيه، فيظهر من ذلك ان محل اجتماع الفراتين سمي بأسماء متعددة اخرها كان القرنة.
كما ان القرنة كانت قلعة صغيرة تسمى "العالية" على اسم والي البصرة العثماني علي باشا بن افراسياب ثم جعلها ابنه حسين ثلاثة قلاع حصينة.