عن "صفية السهيل وصباح الساعدي"

التفاصيل

المجموعة: الفضاء الحر

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 09 أيار 2014 01:10

نشر بتاريخ الجمعة, 09 أيار 2014 01:10

الزيارات: 2748

كتب/حمزة مصطفى:

إذا كان يحق القول ان السيدة صفية السهيل هي كبيرة النائبات اللواتي آثرن عدم خوض السباق الإنتخابي, فإنه يحق القول بالقدر نفسه أن الشيخ صباح الساعدي هو "كبير المستبعدين" ظلما وجورا وعدوانا من هذا السباق. وبمناسبة عدم ترشيح السهيل واستبعاد الساعدي فلي في الاثنين كلمة انصاف حيث انتهت كل اشكال الدعايات الانتخابية ما ظهر منها وما استتر. لم التق الشيخ صباح الساعدي ولا مرة. ولم اكلمه هاتفيا سوى مرتين وفي المرة الثالثة كتب لي رسالة ان لديه اجتماع وعلي معاودة الاتصال به ثانية. ولان طبعي يغلب تطبعي الصحفي فلم اعاود ولن اعاود لا معه ولا مع سواه. السيدة صفية السهيل التقيتها مرة واحدة في حفل عشاء اقامته في دارها على شرف عودة الوزراء والنواب الكرد الى الحكومة العام الماضي بناء على دعوة تلقيتها منها مقرونة بمكالمة هاتفية من زوجها الاستاذ بختيار امين. وبقطع النظر عن دوافع السهيل بعدم الترشح وهي صاحبة الفوز المضمون انطلاقا من عدة اعتبارات ومعايير, فهي برلمانية ناجحة ولديها شبكة علاقات اجتماعية وسياسية وعشائرية واسعة. وكان اداؤها جيدا خلال الدورتين الماضيتين سواء في اطار اللجنة التي تتمتع بعضويتها وهي لجنة العلاقات الخارجية او في سياق انشطتها المعروفة عبر مجلسها الثقافي "مجلس صفية السهيل الثقافي". يضاف الى ذلك عمقها العشائري المعروف فهي ابنة شيخ عموم بني تميم الراحل طالب السهيل. وهذا كله من شأنه ان يحجز لها مقعدا مريحا في البرلمان القادم. حين سالتها عبر الهاتف عن سبب عدم ترشحها قالت بثقة ان مكان الخدمة والعمل ليس بالضرورة عبر البرلمان او من خلاله. فهناك من وجهة نظرها ميادين ومجالات يمكن لها ان تجد نفسها فيها. وبالفعل فان سيدة بمواصفات السهيل بمقدورها تبوأ اي منصب تنفيذي سواء في وزارة الخارجية التي تنتمي اليها أو في اي ميدان آخر. ولو كنت مكان رئيس الوزراء القادم لجعلتها مستشارا للشؤون الخارجية وممثلا شخصيا اعهد لها بمهمات الإنفتاح على دول الجوار وبخاصة الخليجية منها. أو لأعدت حقيبة الدولة للشؤون الخارجية وأسندتها لها. أما الشيخ صباح الساعدي فقصته مؤلمة وشديدة الحزن والاسى بكل المقاييس والمعايير. نائب نشط وهمام ومن اشد محاربي الفساد في البلاد طوال الدورتين البرلمانيتين الماضيتين يتم إستبعاده بطريقة لا انصاف فيها ولا مروة. كم دورة برلمانية يمكن ان تمر على العراق حتى نتمكن من ولادة نائب بمواصفات الساعدي؟ والحق اقول اننا لو اختزلنا مجلس نوابنا المؤلف من 325 نائبا في دورتيه الماضيتين الى النصف فان الساعدي ضمن العشرة الاوائل فيه. ولو كان قد سمح له بالترشح لحاز على اصوات تحجز له اكثر من مقعد. طوال الدورتين الماضيتين كان صوته مدويا وقويا لاسيما على صعيد ملفات الفساد. يعرض وثائقه وادلته بكل قوة بينما يستطيع المهادنة والسكوت ويحقق كل ما يتمناه. لكنه آثر المواجهة وعدم المهادنة وراح يتصدى لاخطر القضايا واعقد الملفات. فكان الثمن استبعاده من قبة البرلمان ليحجز له مكانا دائما في .. قلوب الناس.