علي ابن ابي طالب (عليه السلام) رائد الإصلاح الاول

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 06 أيلول/سبتمبر 2021 19:46
نشر بتاريخ الإثنين, 06 أيلول/سبتمبر 2021 19:46
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 2037

Image

 

كتب : منتصر النيازي:

 

لقد بادر الإمام علي (عليه السلام) منذ لحظة توليه الحكم تنفيذ برنامجه الإصلاحي والقضاء على منابع الفساد والمتورطين فيه مهما كان وضعهم الاجتماعي وسياساتهم العميقة في الدولة رفع الامير راية الإصلاح والحرب على الفساد حرباً ضروس لا رجعت فيها ولا هوادة حتى أجاب على احد المعترضين بالترك والمهادنة فرد عليه (وَ اَللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ اَلنِّسَاءُ وَ مُلِكَ [ تَمَلَّكَ ] بِهِ اَلْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ فَإِنَّ فِي اَلْعَدْلِ سَعَةً وَ مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ اَلْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ) فقد طبق سياسة العزل والعقوبة فلن يهادن او يتوانه بإعطاء مهلة او متنفس للفاسدين بل أنه لم يثبت اركان دولته الفتيّة بإرضاء الولاة اصحاب التأثير والنفوذ في السياسات السابقة أو يعزلهم فيما بعد، بل كان حازم في هذا الأمر كما روي  عَنْ رَبِيعَةَ وَ عُمَارَةَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) مَشَوْا إِلَيْهِ عِنْدَ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنْهُ وَ فِرَارِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ إِلَى مُعَاوِيَةَ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ، وَ فَضِّلْ هَؤُلَاءِ الْأَشْرَافَ مِنَ الْعَرَبِ وَ قُرَيْشٍ عَلَى الْمَوَالِي وَ الْعَجَمِ وَ مَنْ تَخَافُ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ فِرَارَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ.

فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: " لَوْ كَانَ الْمَالُ لِي لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللهِ لَهُمْ. أَلاَ وَإِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وَإِسْرَافٌ، وَهُوَ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُهُ فِي الْآخِرَةِ، وَيُكْرِمُهُ فِي النَّاسِ وَيُهِينُهُ عِنْدَ اللهِ، وَلَمْ يَضَعِ امْرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ إِلاَّ حَرَمَهُ اللهُ شُكْرَهُمْ وَكَانَ لِغَيْرِهِ وَدُّهُمْ، فَإِنْ زَلَّتْ بِهِ النَّعْلُ يَوْماً فَاحْتَاجَ إِلى مَعُونَتِهِمْ فَشَرُّ خَلِيلٍ وَالْأَمُ خَدِينٍ!. ومن مظاهر هذه السياسية:

 - المساواة في التوزيع والعطاء، فليس لأحد على أحد فضل أو امتياز، وإنما الجميع على حدٍّ سواء.

فلا فضل للمهاجرين على الأنصار، ولا لأسرة النبي (صلى الله عليه وآله) وأزواجه على غيرهم، ولا للعربي على غيره.

وقد أثارت هذه العدالة في التوزيع غضب الرأسماليين من القرشيين وغيرهم، فأعلنوا سخطهم على الإمام (عليه السلام).

وقد خفت إليه جموع من أصحابه تطالبه بالعدول عن سياسته فأجابهم الإمام (عليه السلام): (لو كان المال لي لَسوّيتُ بينهم فكيف، وإنما المال مال الله

فكان الإمام (عليه السلام) يهدف في سياسته المالية إلى إيجاد مجتمع لا تطغى فيه الرأسمالية، ولا تحدث فيه الأزمات الاقتصادية، ولا يواجه المجتمع أي حِرمان أو ضيق في حياته المعاشية.

.نجد هنا توفر اهم عنصر من عناصر الإصلاح وهو الجد والحزم وعدم الممايعة والإرادة القوية بتطبيق المبادئ الحقة وعدم الألتفات للحاشية او الخوف على الكرسي، كما وانه انفرد عن قبله بأن ساوه بالعطاء بين المسلمين ولَم يستأثر المال لنفسه وقرابته وأبناء عمومته بل أعلنها صراحة "يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي و رحلي و غلامي فلان فأنا خائن فسد الباب على الطامعين والمشككين فيه.

 

كما وانه (عليه السلام) أولى المزيد من اهتمامه بالجانب التربوي وتوعية المجتمع ، فاتخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاظراته الدينية والتوجيهية 

فقد كان الإمام (عليه السلام) المؤسس الأعلى للعلوم والمعارف في دنيا الإسلام، وقد بذل جميع جهوده على إشاعة العلم ونشر الآداب والثقافة بين المسلمين، وكان دوماً يذيع بين أصحابه قوله: (سَلوني قَبلَ أن تفقدوني، سَلوني عن طُرق السَّماء، فإني أبصَرُ بها من طُرُق الأرض).