بلدى أحببتك يا بلدى.. حباً فى الله وللأبد».. الفنان : محمد فوزي

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 21 تشرين1/أكتوير 2020 15:34
نشر بتاريخ الأربعاء, 21 تشرين1/أكتوير 2020 15:34
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 2445

 

جبا - الفضاء الحر :

 

استيقظ الفنان/ محمد فوزي/ ذات يوم فى يوليو 1961 وذهب لشركته (مصر فون) فوجد ضابطاً يجلس على مكتبه واضعاً ساقيه فوق المكتب وأخبره بأنه تم تأميم الشركة والمصنع وسيتم صرف راتب شهرى له لفترة .. 

وخصصوا له مكتباً فى آخر الممر عبارة عن 2 متر × 1،5 متر، حيث اعتاد عامل البوفيه تقديم الشاى والقهوة بجوار دورة المياه وألقوا بصورته التى تزين المدخل فى الحمام !!.

 هذه الشركة الوطنية التي كانت اول شركة تقوم بتصنيع الاسطوانات بتكلفة اقل من مثيلتها المستوردة وبجودة أفضل

 . دخل «العبقرى»/ محمد فوزي/ نوبة اكتئاب حاد عندما لم يعبأ ثوار يوليو بوطنيته وما قدمه للبلد ورغبته فى دعم الاقتصاد الوطنى .. 

وما زاد من ألمه أن «صوت الفن» المملوكة للعندليب وموسيقار الأجيال لم يمسسها سوء .. فوزى لم يكن معادياً لناصر أو الثورة ، لكنه لم يكن مطبلاً أو منافقاً .. عبدالوهاب غنى للسطان حسين كامل والملك فؤاد وابنه فاروق وعبدالناصر والسادات ومبارك.. التأميم لم يقترب ممن غنوا «ردينا عليك يا جمال.. وأيدينا فى إيديك يا جمال وطلعنا معاك».. «وأسمر فى جبينه هلال اسمه عارفاه الدنيا».. «وصورة» «وعلى رأس بستان الاشتراكية».. 

في النهاية نصح بعض المحبين لفوزى أن يقدم أغانى وطنية للزعيم فربما يرفعون التأميم .. وجاءته الفرصة فى حفل يوليو 1963 بنادى ضباط الزمالك ووقف يغنى «بلدى أحببتك يا بلدى.. حباً فى الله وللأبد»..

 لم يغن للزعيم كالآخرين .. ونزل من على المسرح دون إشارة واحدة للقائد الملهم

 .وبعد فترة مرض بسرطان العظام وانخفض وزنه لـ40 كجم .. مفلس .. مريض.. وطالب بعض الشرفاء بالتدخل لعلاجه .. لكن لأنه ليس من «المحاسيب» تأخر قرار العلاج وصدر بعد فوات الأوان فقد تمكن منه المرض وعندها كان قد رحل عن الحياة..

 المهم جاءت النكسة ولم يجدوا أغنية يذيعونها عام 1967 لأن كل الأغانى بها اسم «جمال».. وأنقذتهم أغنية فوزى «بلدى أحببتك يا بلدى» عرفها الناس بعد وفاته وأدركوا أن الوطنية ليست بأشخاص ولا قصائد أو شعراء..

 الوطنية للوطن بأكمله ولكل مكونات شعبه

 وليس تقديس لرجال السلطة ورموز النظام  !!