الجنس یُنھي الحرب!

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 26 آب/أغسطس 2019 00:55
نشر بتاريخ الإثنين, 26 آب/أغسطس 2019 00:55
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 1635

shutterstock_172357214

 

 

كتب / أمجد الدھامات :

 

حدثت في دولة لیبریا، (المساحة حوالي 000.111 كم2 ،السكان حوالي 7.3 ملیون نسمة)، حرب أھلیة مدمرة أستمرت للفترة من (1999 – 2003 ،(وفشلت جھود كثیرة لإنھائھا، لكن ھناك امرأة شابة قررت التصدي لمھمة إنھاء الحرب، ھي السیدة لیما غبوي (Gbwee Leymah.( السیدة (غبوي) امرأة بسیطة وأم لستة اطفال موالید (1972 (أسست منظمة (نساء من اجل السلام) لتوحید وتعبئة النساء لمواجھة زعماء الحرب في واحدة من أكثر الحروب الأھلیة دمویة في أفریقیا. وبالفعل فقد كان لھذه المجموعة من النساء، وبدفع من غبوي دائماً، واللاتي تجمعنَ في العاصمة (مونروفیا) للصلاة والإحتجاج مرتدیات قمصان بیضاء، الدور الكبیر في إنھاء ھذه الحرب التي خلفت أكثر من (250000 (قتیل. فقد أدركت أن للنساء دور كبیر في مواجھة الحرب، ولھذا دعت النساء المسیحیات والمسلمات ومن كافة العرقیات، للتجمع والصلاة من أجل السلام، متحدیات الأحوال الجویة والمواجھات العسكریة. ولما لم تنفع الإحتجاجات في وقف الحرب أبتكرت في عام (2002 (طریقة جدیدة وغیر مألوفة لمواجھة الحرب، فقد طلبتْ من النساء القیام بـ (إضراب عن ممارسة الجنس) مع أزواجھنَ المشاركینَ في الحرب، واشترطت لإنھاء "الإضراب" الإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار وإجراء مفاوضات بین الملیشیات المتحاربة لوقف الحرب. وھكذا أمتنعت النساء من إعطاء رجالھنَ حقوقھم الزوجیة لمدة سنة مما أضطر قادة الحرب إلى الموافقة على إجراء محادثات سلام لإنھاء الحرب بسبب إنسحاب أغلب الرجال المحاربین من الفصائل المسلحة، وطبعاً القادة یحاربونَ بھؤلاء الرجال ولیس بأبنائھم الذین یعیشون خارج البلد! وفعلاً في حزیران/ 2003 جرت المفاوضات في مدینة (أكرا) عاصمة دولة غانا، ولكنھا توقفت بعد فترة نتیجة المطالب المتضاربة للمشاركینَ فیھا، فدعت (غبوي) من جدید (200 (امرأة للسفر إلى غانا وصنع حاجز بشري یحیط بمقر المفاوضات یمنع المتفاوضین من مغادرة قاعة الاجتماعات لأي سببٍ كان لغایة الإتفاق على وقف إطلاق النار، ورغم عنف الشرطة ومحاولتھم اعتقالھنَ وقیام أحد زعماء الحرب بضربھنَ لكنھنَ صمدنَ في مكانھنَ الأمر الذي أجبر الوفود على البقاء في المقر واستمرار المفاوضات. أخیراً تم توقیع اتفاقیة (أكرا للسلام) التي وضعت حداً نھائیاً للحرب. ومع أن أفكار (غبوي) ھي التي أنھت الحرب، إلا أنھا لم تكتفي بذلك، فقد عملت على تعزیز دور وتأثیر النساء في الشؤون العامة للبلد وشجعتھنَ على المشاركة بقوة في الانتخابات لدعم إحدى المرشحات وھي المناضلة (إیلین جونسون سیرلیف) التي فازت فعلاً بمنصب رئیس الجمھوریة في انتخابات عام (2005 ( لتكون أول سیدة تفوز بھذا المنصب في تأریخ افریقیا. لفتت أعمال (غبوي) نظر المجتمع الدولي فحازت على احترام كبیر تمثل بمنحھا جائزة نوبل للسلام .(2011) تقول غبوي: «كنا في الماضي صامتین، ولكن بعد أن قُتلنا واغُتصبنا ومرضنا وشاھدنا أولادنا وعائلاتنا تُدمر، علمتنا الحرب أن المستقبل یتحدد بكلمة لا للعنف ونعم للسلام ولن نستسلم حتى یعم السلام». سؤال: ھل یمكن ان تكون ھناك (لیما غبوي) عراقیة تساھم بحل مشاكل البلد؟