(أزمة الخطاب المتسامح يولد العنف بالضرورة)

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 07 أيار 2019 01:51
نشر بتاريخ الثلاثاء, 07 أيار 2019 01:51
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 1526

نتيجة بحث الصور عن الخطاب المتسامح

 

كتب / منتصر النيازي:

 
 
أن العنف ليس طارئا في الحياة، بل هو احد الظواهر المزمنة في الاجتماع البشري، وهو يهددنا ويلاحقنا حيثما كنا في بلادنا ولا نجاة من ذلك الا بخطاب التسامح هو سبيل الامن الاجتماعي والعيش سويا، ولا نجاة للعالم الا بالتشبث بالوسائل السلمية لحل المنازعات، والتخلص من بواعث العنف والحروب، التي امست تفتك بالإنسان الى اليوم، وتبدد الكثير من مكاسبه ومنجزاته على الارض يُجرِّب الناس اللاعنف لمدة أسبوع، وعندما لا "ينجح" يعودون إلى العنف، الذي لم ينجح لقرون. ومن الحلول الجذرية لهذه المشكلة الدعوة إلى التسامح وتطبيقها، وارساء قيم الاختلاف واحترام الآخر. واشاعة ثقافة التعايش والحوار بين الاديان والثقافات. وترسيخ العقلية النقدية الحوارية، وتجاوز العقلية السكونية المغلقة.والدعوة الى الاستيعاب النقدي للتراث والمعارف الحديثة. وتمثل روح العصر، والانفتاح على المكاسب الراهنة للعلوم، انطلاقا من: الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها التقطها.والسعي الحثيث ايضا الى تطهير التدين من الكراهية والاكراهات.وترويض الوحش الكاسر في داخل الإنسان الذي يعتدي على كل معلم او فكر او شخص لا يتفق مع رأيه وتوجهاته الفكرية والدينية والسياسية وهيهات تكتب له السعادة و السلام الداخلي الا بتطهير نفسه من العصبية والانانية المفرطة والنظر الى المختلف معه على انه إنسان بغض النظر عن جميع متعلقاته وتوجهاته الفكرية والدينية، أن العصبية الدينية هي التي جرت على المجتمع البشري الويلات والحروب الا منطق ولا حوار ولا تعايش أدى الى تقاطع القناعات وبعد الأفكار عن بعضها بل أن المذهب الواحد تفرق الى شعب ومأرب مختلفة أدى الى نظرة كل طرف الى الآخر نظرة تشكيك وضلال مما ولد حالة شوفينية عند الأتباع فضلاً عن التقاطع والكراهية فغابت روح الحكمة وطلب الحقيقة وحل محلها مبدأ أكون أو لا أكون وكأن القضايا الفكرية والعلمية والدينية هي اللعوبه بيد الأهواء والقناعات والأتباع والجماهير، والعلماء والمفكرين أصبحوا عاجزين عن حل المشكلة وإعادة الأمور الى نصابها ومعالجة الموقف بصورة طبيعية وإن كل قضية دينية أو فكرية أو حتى سياسية لا تخرج الإنسان من كونه محترم الوجود والرأي مهما كانت آراءه وافكاره لا يتعدى الامر الى التقاطع والتطرف
فما اجمل أن يعيش الإنسان مع كل فئة ويأخذ منها جميلها ويقتبس الفكر الخلاب والرؤية الناضجة مع المحافظة على عقيدته وفكره وبتعبير اخر يوفق بين الجميع ويراه الاخر يحسبه منهم ويراه الصديق فيحسن فيه الظن.
دائماً ما تلوح في مخيلتي مقولة الدكتور علي شريعتي  أنا " سني المذهب" " صوفي المشرب " " بوذي ذو نزعة وجودية " " شيوعي ذو نزعة دينية " " مغترب ذو نزعة رجعية " " واقعي ذو نزعة
خيالية " " شيعي ذو نزعة وهابية " وغير ذلك ( اللهمّ زد وبارك ) انتبه من خطر التكفير فالتكفير والعنف مرض يدب الى النفس فيحول الإنسان الى أعمى يتخبط يميناً ويسار،وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ص/ أية ٦٢.