الطرماح يتوعد جيش معاوية بديك علي(ع) الأﺷﺘﺮ

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ السبت, 04 أيار 2019 14:28
نشر بتاريخ السبت, 04 أيار 2019 14:28
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 1551

نتيجة بحث الصور عن مالك الاشتر

 

ﻛﺘﺐ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻔﯿﺎن كتابا إﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ (ع) يقول فيه:
ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﻋﻠﻲ لأﺿﺮﺑﻨﻚ ﺑﺸﻬﺎب ﻗﺎﻃﻊ ﻻ ﯾﺪﻛﻨﻪ اﻟﺮﯾﺢ وﻻ ﯾﻄﻔﺌﻪ اﻟﻤﺎء إذا اﻫﺘﺰ وﻗﻊ وإذا وﻗﻊ ﻧﻘﺐ.واﻟﺴﻼم

ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﻋﻠﻲ (ع) ﻛﺘﺎب معاوية دﻋﺎ ﺑﺪواة وﻗﺮﻃﺎس ﺛﻢ ﻛﺘﺐ:
ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺑﺖ، أﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، وأﻧﺎ أﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﯿﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﺟﺪك وﻋﻤﻚ وﺧﺎﻟﻚ وأﺑﯿﻚ، وأﻧﺎ اﻟﺬي أﻓﻨﯿﺖ ﻗﻮﻣﻚ ﻓﻲ يوم ﺑﺪر وﯾﻮم أﺣﺪ ويوم حنين، وذﻟﻚ اﻟﺴﯿﻒ ﺑﯿﺪي، يحمله ﺳﺎﻋﺪي ﺑﺠﺮأة ﻗﻠﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ بكفي، ﻟﻢ أﺳﺘﺒﺪل ﺑﺎﻟﻠﻪ رﺑﺎ وﺑﻤﺤﻤﺪ (ص) ﻧﺒﯿﺎ وﺑﺎﻟﺴﯿﻒ ﺑﺪﻻ. واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﺗﺒﻊ اﻟﻬﺪى.

ﺛﻢ ﻃﻮى اﻟﻜﺘﺎب ودﻋﺎ اﻟﻄﺮﻣﺎح ﺑﻦ ﻋﺪي اﻟﻄﺎﺋﻲ (أخو الصحابي الجليل حجر بن عدي الطائي) وﻛﺎن رﺟﻼ فصيحا متكلما، ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺧﺬ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻫﺬا ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ورد ﺟﻮاﺑﻪ.

ﻓﺄﺧﺬ اﻟﻄﺮﻣﺎح اﻟﻜﺘﺎب وانطلق مسرعا ناحية الشام.

فلما ﻧﺰل دﻣﺸﻖ ﺳﺄل ﻋﻦ ﻗﻮاد ﻣﻌﺎوﯾﺔ، ﻓﻘﯿﻞ إﻧﻬﻢ ﯾﺠﺘﻤﻌﻮن ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﺨﻀﺮاء، ﻓﻨﺰل وﻋﻘﻞ ﺑﻌﯿﺮﻩ وتوجه صوبهم، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺼﺮوا ﺑﻪ أخذوا ﯾﻬﺰؤون ﺑﻪ.

ﻓﻘﺎل أحدهم ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ أﻋﻨﺪك ﺧﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء؟ ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ ﺟﺒﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء وعزرائيل ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء. ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻟﻪ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻣﻦ أﯾﻦ أﻗﺒﻠﺖ؟ ﻗﺎل: ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻘﻲ اﻟﻨﻘﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﻖ اﻟﺮدي. ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ إجلس ﺣﺘﻰ ﻧﺸﺎورك؟ ﻗﺎل: واﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ مشورﺗﻜﻢ ﺑﺮﻛﺔ، وﻻ ﻣﺜﻠﻲ يشاور أﻣﺜﺎﻟﻜﻢ. ﻗﺎﻟﻮا ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻜﺘﺐ إﻟﻰ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﺨﺒﺮك (وﻛﺎن ﯾﺰﯾﺪ ﯾﻮﻣﺌﺬ وﻟﻲ ﻋﻬﺪ معاوية).

ﻓﻜﺘﺒﻮا إﻟﯿﻪ أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻘﺪ ﻗﺪم ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ إﻋﺮاﺑﻲ ﻟﻪ ﻟﺴﺎن لا ﯾﻤﻞ، وﯾﻜﺜﺮ ﻓﻤﺎ ﯾﻜﻞ، واﻟﺴﻼم.

ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺮأ ﯾﺰﯾﺪ اﻟﻜﺘﺎب أﻣﺮ أن يحضروه الى معاوية، ﻓﻠﻤﺎ حضر ﻧﻈﺮ إﻟﯿﻪ معاوية وﻗﺎل: اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻼم اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﻤﻬﯿﻤﻦ. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: إن أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﯾﻘﺮأ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﺴﻼم، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: ﺳﻼﻣﻪ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻓﺔ.

ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: إنني أعرض ﻋﻠﯿﻚ اﻟﺤﻮاﺋﺞ، ﻗﺎل: أول ﺣﺎﺟﺘﻲ إليك أن تقوم ﻣﻦ مجلسك ﺣﺘﻰ ﯾﺠﻠﺴﻪ ﻣﻦ ﻫﻮ أﺣﻖ به منك. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ: ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺪﺧﻞ على علي ﻓﻤﺎ لنا ﺣﯿﻠﺔ والسلام عليه، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: اﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻚ أﯾﻬﺎ اﻟﻤﻠﻚ، ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: وﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ أن ﺗﻘﻮل ﯾﺎ أمير المؤمنين؟ قال: ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن ﻓﻤﻦ أﻣﺮك ﻋﻠﯿﻨﺎ؟ ﻘﺎل إذن ﻧﺎوﻟﻨﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح، إﻧﻲ لأﻛﺮﻩ أن أﻃﺄ ﺑﺴﺎﻃﻚ، ﻗﺎل: ﻓﻨﺎوﻟﻪ وزﯾﺮي، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: ﺧﺎن اﻟﻮزﯾﺮ وﻇﻠﻢ الأﻣﯿﺮ، ﻗﺎل: ﻓﻨﺎوﻟﻪ ﻏﻼﻣﻲ، ﻗﺎل: ﻏﻼم ﺳﻮء اﺷﺘﺮاﻩ ﻣﻮﻻﻩ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺣﻞ واﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎل معاوية: ﻓﻤﺎ اﻟﺤﯿﻠﺔ إذن؟ ﻗﺎل: ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎل ﻣﺆﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻟﻤﻨﺎﻓﻖ ﻣﺜﻠﻚ، ﻗﻢ ﺻﺎﻏﺮا ﻓﺨﺬﻩ.

ﻓﻘﺎم ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﺘﻨﺎول الكتاب وﻗﺮأه ﺛﻢ ﻗﺎل: ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻛﯿﻒ ﺧﻠﻔﺖ ﻋﻠﯿﺎ؟ ﻗﺎل: ﺧﻠﻔﺘﻪ واﻟﻠﻪ ﺟﻠﺪا، ﺣﺮﯾﺎ، ﺿﺎﺑﻄﺎ، ﻛﺮﯾﻤﺎ ﺷﺠﺎﻋﺎ، ﺟﻮادا، ﻟﻢ ﯾﻠﻖ ﺟﯿﺸﺎ إﻻ ﻫﺰﻣﻪ وﻻ ﻗﺮﻧﺎ إﻻ أرداﻩ وﻻ ﻗﺼﺮا إﻻ ﻫﺪﻣﻪ.

ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: ﻓﻜﯿﻒ ﺧﻠﻔﺖ اﻟﺤﺴﻦ واﻟﺤﺴﯿﻦ؟ ﻗﺎل: ﺧﻠﻔﺘﻬﻤﺎ ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻬﻤﺎ ﺻﺤﯿﺤﯿﻦ، ﻓﺼﯿﺤﯿﻦ، ﻛﺮﯾﻤﯿﻦ، ﺷﺠﺎﻋﯿﻦ، ﺟﻮادﯾﻦ، ﺷﺎﺑﯿﻦ، ﻃﺮﯾﯿﻦ، مصلحين ﻟﻠﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: ﻓﻜﯿﻒ ﺧﻠﻔﺖ أﺻﺤﺎب ﻋﻠﻲ؟ ﻗﺎل: ﺧﻠﻔﺘﻬﻢ وﻋﻠﻲ (ع) ﺑﯿﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﺒﺪر وﻫﻢ ﻛﺎﻟﻨﺠﻮم، إن أﻣﺮﻫﻢ اﺑﺘﺪروا وإن ﻧﻬﺎﻫﻢ ارﺗﺪﻋﻮا، ﻓﻘﺎل معاوية: ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻣﺎ أﻇﻦ ﺑﺒﺎب ﻋﻠﻲ أﺣﺪا أﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ. ﻗﺎل: وﯾﻠﻚ اﺳﺘﻐﻔﺮ ربك، ﻛﯿﻒ ﻟﻮ رأﯾﺖ اﻟﻔﺼﺤﺎء الأدﺑﺎء اﻟﻨﻄﻘﺎء ووﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﻟﻐﺮﻗﺖ ﯾﺎ ﺷﻘﻲ.

ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: اﻟﻮﯾﻞ لأﻣﻚ، ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: ﺑﻞ ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻬﺎ وﻟﺪت ﻣﺆﻣﻨﺎ مثلي ولم تلد ﻣﻨﺎﻓﻘﺎ ﻣﺜﻠﻚ، ﻗﺎل معاوية: ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﺎﺋﺰة؟ ﻗﺎل اﻟﻄﺮﻣﺎح: بلى، فقال معاوية: كيف تستحل أخذها مني؟ قال: إني استحل أخذ روﺣﻚ من جسدك، ﻓﻜﯿﻒ ﻻ أستحل أخذ مالك من يدك. ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ درﻫﻢ وﻗﺎل: أزﯾﺪك ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ؟ فقال: زد إن الله ولي من يزيد، ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ أﺧﺮى، ﻓﻘﺎل الطرماح: ثلثها فإن إمامي أمير المؤمنين (ع) أولى منك بها، فثلثها له وقال: واﻵن ﻣﺎ ﺗﻘﻮل؟ ﻓﻘﺎل: أﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ وأذﻣﻚ. ﻗﺎل: وﻟﻢ وﯾﻠﻚ؟ ﻗﺎل: لأن هذا المال ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻚ ولأﺑﯿﻚ ﻣﯿﺮاﺛﺎ، إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﯿﺖ ﻣﺎل المسلمين.

ﺛﻢ أﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺗﺒﻪ ﻓﻘﺎل اﻛﺘﺐ للإﻋﺮاﺑﻲ ﺟﻮاﺑﺎ ﻓﻼ ﻃﺎﻗﺔ لي ﺑﻪ، ﻓﻜﺘﺐ أﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﯾﺎ ﻋﻠﻲ فلأوﺟﻬﻦ إﻟﯿﻚ ﺑﺄرﺑﻌﯿﻦ ﺣﻤﻼ ﻣﻦ ﺧﺮدل ﻣﻊ ﻛﻞ ﺧﺮدﻟﺔ أﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﯾﺸﺮﺑﻮن اﻟﺪﺟﻠﺔ وﯾﺴﻘﻮن اﻟﻔﺮات.
ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﻄﺮﻣﺎح إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: لا أدري أﯾﻜﻤﺎ أكذب أﻧﺖ أم ﻛﺎﺗﺒﻚ؟ وﯾﻠﻚ ﻟﻮ ﺟﻤﻌﺖ اﻟﺠﻦ والإﻧﺲ وأﻫﻞ اﻟﺰﺑﻮر واﻟﻔﺮﻗﺎن ﻻ يصلون الى ما ﻗﻠﺖ. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ أﻣﺮي، ﻗﺎل: إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ أﻣﺮك ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻀﻌﻔﻚ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ، وإن ﻛﺎن ﻛﺘﺒﻪ ﺑﺄﻣﺮك ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺤﯿﯿﺖ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻜﺬب. أﻣﺎ إن ﻟﻌﻠﻲ ﺻﻠﻮات اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ دﯾﻜﺎ أﺷﺘﺮ، ﯾﻠﺘﻘﻂ جيشكم بخيشومه، ﻓﯿﺠﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﻮﺻﻠﺘﻪ. ﻗﺎل ﻣﻌﺎوﯾﺔ: وﻣﻦ ذﻟﻚ ﯾﺎ إﻋﺮاﺑﻲ؟ ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ اﻻﺷﺘﺮ النخعي.
ولما انتهى أﺧﺬ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺠﺎﺋﺰة واﻧﻄﻠﻖ بهما إﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ (ع).
ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ وقال: ﻟﻮ وﺟﻬﺘﻜﻢ ﺑﺄﺟﻤﻌﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ وﺟﻪ ﺑﻪ علي ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺆدون ﻋﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﺎ أدى ﻫﺬا ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ.
المصدر: بحار الأنوار، العلامة
المجلسي، ج8، ص587

 

 

 

**********************

 

 

ويعد الطرماح من الصادقين اللامعين بين انصار ابي عبد الله الحسين عليه السلام والمتفانين في محبة الحسين بأبي هو وامي هو المجاهد الشهيد الطرماح بن عدي بن حاتم الطائي، حاتم الطائي شخصية لا يحتاج الى حديث يعني اشهر من الشمس في رابعة النهار وعدي بن حاتم الطائي كما وصفه رسول الله، وصف صفاته لما سمعها من ابنته سفانة قال انها صفات المؤمنين واتصال هذه العائلة بالاسلام وبرسول الله عن طريق سفانة حيث أتوا بها اسيرة الى رسول الله وحدث لها ما حدث فرجعت واسلمت بين قومها، لم تسلم عند النبي لألا يفسره البعض بأنه نابع من خوف او من حسابات اخرى، رجعت واسلمت عند قومها وعند اهلها لتثبت لهم ان اسلامها عن اختيار وعن ارادة اتخذتها هي بدون اي مؤثر فنتج عن هذا انه اسلم اكثر من ثمانية وعشريناً من قومها وهذا حديث فيه كلام كثير واول من تحرك صوب النبي اخوها عدي بن حاتم الطائي وعدي بن حاتم له حديث وتكلمت عنه في حلقة من حلقات مع الصادقين ومطبوع في كتاب مع الصادقين.

عدي بن حاتم الطائي، سبحان الله! نحن نقرأ في القرآن “وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ” (سورة البلد3)هذا له من الاولاد خمسة، احدهم لأسباب او لسوء تربية، لسوء القدر، لسوء الطالع ذهب مع معاوية اما الاربعة فثلاثة استشهدوا بين يدي الامام امير المؤمنين يوم صفين دفاعاً عن الامام علي وهم طرفة وطارف وطريف، هذه اسماء عربية قديمة اما الرابع استشهد بين يدي ابي عبد الله الحسين وهم الطرماح.

الطرماح له ادوار في نصرة الحسين، اولاً وقبل موضوع الحسين وفي عهد الامام علي بن ابي طالب كان هو يأخذ رسائل الامام علي الى معاوية ويأتي برسائل معاوية الى الامام علي وهذا ايضاً ماذا تسميه من شقاء الزمن، من بؤس الزمن بحيث امير المؤمنين يقرن اسمه بمعاوية الذي هو مجسمة الانحراف والتعاسة والفساد ولكن هذاهو كما ان الزمان قارن بين الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه وصدام حسين فهذا ثرية وهذا ثرى لكن سوء الحظ وسوء التقديرات على كل من اعمال الدنيا ان تضع يزيد مقابل سيد شباب اهل الجنة، تضع معاوية مقابل سيد الاوصياء ومولى الموالي، مولى الموحدين هذا فعل الدهر.

الطرماح بن عدي كان مناصراً للامام امير المؤمنين ويأخذ بالرسائل وتعرف ان من يحمل الرسالة انه فيها اكثر من دلالة على تزكيته وسلامته، بعد ذلك تحولت الايام ووقف مع الامام الحسن صلوات الله وسلامه عليه الى ان صارت مقدمات واقعة الطف وحصل ما حصل لأبي عبد الله الحسين قبل وصوله الى الكوفة او الى العراق قاصداً الكوفة، كيف غير طريقه؟ هنا يأتي الحديث عن الطرماح رضوان الله تعالى عليه.

كأن الامام ابو عبد الله الحسين سلام الله عليه في الطريق واجه ظروفاً صعبة جداً وهي انقطاع اخبار مسلم بن عقيل وانقطاع اخبار من ارسلهم الحسين عليه السلام، ارسلهم ليأتوا بأخبار مسلم هؤلاء ايضاً انقطعت اخبارهم فكان ابو عبد الله الحسين في واقع الحيرة وفي مرارة التأمل، وكان وصل الحسين بأبي هو وامي العذيب، العذيب منزل من المنازل وكان فيه بئر ماء يأتون الرحل لأخذ الماء فالحسين بأبي هو وامي اصبح الصباح وهو ينظر الى الصحراء متحيراً فلم يأتي خبر من مسلم ولاخبر من الذين ذهبوا بعده، فجأة رأى الحسين بأبي هو وامي سوادة من بعيد، السوادة اقتربت واذا هؤلاء اربعة ولكن الرواحل خمسة، من هؤلاء الاربعة؟ عمرو بن خالد الصيداوي من خيرة انصار الحسين، مجمع العائدي، ابنه عبد الله ولد شاب جاء مع ابيه والرابع جنادة بن الحارث السلماني ومعهم فرس، الراحلة الخامسة لمن؟ لنافع بن هلال، كأن نافعاً اراد ان يتجه الى طريق مكة ليلتقي مع الحسين فلاحقته عيون بن زياد فأظطر ان يختفي فهؤلاء الاربعة اخذوا الفرس وهو يتنقل بين القرى والشعاب الى ان اصل الى الحسين عليه السلام. في هذه الاثناء ما ان اقتربوا من الحسين صلوات الله وسلامه عليه واذا من بعيد سوادة ثانية بانت واذا به الطرماح بن عدي، هذا جاء من الكوفة وبعض الروايات تقول صدفة خرج ليمتار لأهله طعاماً، على اي حال او جاء تحت هذا العنوان فوصل الى ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه، هنا الحسين سأل هؤلاء الاربعة من اين جئتم؟ فقالوا جئنا من الكوفة، اول ما سألهم الحسين، من له علم برسولي قيس؟ لم يسألهم عن مسلم فقالوا يا ابا عبد الله لاتسأل عن هذا وذاك، كلهم قتلوا فأبو عبد الله الحسين تصبر وهو يقرأ “منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً “اللهم اجعل الجنة لنا ولهم نزلاً واجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمتك ومذخور ثوابك”” بعد ذلك الحر كان قد قطع الطريق على الحسين وقال له لابأمكانك ان ترجع الى الحجاز ولا بأمكانك ان تسلك طريق الكوفة فالحسين عليه السلام قال اذن اين اذهب؟ فهنا دار نقاش بين الحر وبين الحسين هذا نعزف عنه، هناك قرر الحسين بأبي وامي ان يسلك طريقاً لا يرجع به الى الحجاز ولا يدخله الى الكوفة ولكن عليه ان ينظر الى اثر بين الادغال وبين المزارع في هذه الصحراء ولكن كيف؟ الطاهر ان الطرماح بن عدي كان لديه ذلك الالمام بتلك البراري وبآثار الطرقات فلما سمع الحسين سلام الله عليه يقول او يسأل من منكم يعرف الطريق عن غير الجادة؟ فصاح الطرماح بن عدي هذا البطل المجاهد الشهيد قال ابا عبد الله انا اخبر بهذه المنطقة فقال الحسين سر بين ايدينا فسار وهو يردد:

يا ناقتي لاتدعمي من زجري

وامضي بنا قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

آل رسول الله آل الفخر

الضاربين بالسيوف البتر

والطاعنين بالرماح السمر

 

الى يرفع يده وهو يصيح:

يا مالك النفع معاً والضر

ايد حسيناً سيدي بالنصر

على اللعينين سليلي صخر

 

الحسين استأنس بالطرماح واستأنس به الحسين اكثر يوم العاشر من المحرم لما سمع الطرماح نزل الى ساحة المعركة وهو يردد:

انا الطرماح ارميكم بصاعقة

من حر سيفي وقلبي غير مرهوب

 

يعني لااحس بخوف وجعل يقاتل فأستبشر الحسين عليه السلام بموقفه البطولي الى ان ثارت عجاجة والحسين بأبي هو وامي بقي ينتظر ان تزول هذه العجاجة، زالت العجاجة واذا بالطرماح بن عدي رضوان الله تعالى عليه على الارض وكان يضطرب فوقف الحسين عند رأسه وترحم عليه ودعا له بالتوفيق الاكبر وكان هذا الموقف من المواقف التي يبتهج بها ملف واقعة كربلاء.