مذكرات من يوميات التكسي

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 05 تشرين1/أكتوير 2018 14:30
نشر بتاريخ الجمعة, 05 تشرين1/أكتوير 2018 14:30
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 2197

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

 

 

كنت قد تاخرت كثيرا في العشار الى مايقارب العاشرة مساء ، بسبب عطل في احدى اطارات سيارتي ، وما ان اتممت اصلاحه حتى قررت العودة الى البيت خشية من وقوع عطل اخر يتسبب بتاخيري الى وقت ﻻحق 
وفي طريق العودة من العشار استاجرتني امرأة من شارع اﻻستقلال يتراوح عمرها بحدود اﻻربعين 
سالتني عن ثمن اﻻجرة الى ابي الخصيب اﻻسمدة "وﻻنها على نفس طريق عودتي للمنزل قررت ان اقبل باي ثمن تقره" 
قلت : بما تأمرين
قالت 5000 اﻻف 
قلت حسنا
صعدت مستاجرتي وهي غير واثقة تماما من المبلغ المتفق عليه كون القيمة الحقيقية الى هناك لا تقل عن عشرة اﻻف دينار
كانت تظن اني وافقت على صعودها باي مبلغ تقرره لغاية في نفسي - اخفيها 
سرت باتجاه شارع الوفود قاصدا طريق الفوك " ساحة سعد - فاو " لغرض الوصول في اقل وقت ممكن كون طريق الساحة طريق سريع ﻻ يستغرق من الوقت للوصول الى بيتها سوى ربع ساعة او اقل خاصة في هذا الوقت المتاخر الذي يتميز بخلو الطريق من السيارات والمارة على عكس الطريق الوسطي الذي ﻻ تكفيه ساعة للوصول كونه طريق وعر وكثير اﻻستدارات
وفي طريق الساحة كانت مستاجرتي تحدق في ملامح الطريق كانها قد اضاعت شيئا في طريقها ، دقائق معدودة واذا بالمراة تصرخ " نزلني هنا ﻻ اذب روحي حقير جبان تريد تخطفني هذا مو نفسه الطريق الي نروح بي كل مرة انت وين موديني "
وقفت جانبا وطلبت منها الهدوء قليل
اﻻ انها كانت تتصل على ما يبدو باحد اقربائها اخبرته انها في خطر ويتوجب عليهم مساعدتها كون سائق التكسي يخطط لاختطافها قلت في نفسي "جانت عايزة التمت"
طلبت منها ان اتكلم مع الشخص المتحدث فاخبرته بالموضوع ، وقلت له ﻻ تقلق هذه المرأة امانه في عنقي وهي بمثابة اختي ساوصلها لكم سالمة باذن الله ، اﻻ اننا سلكنا هذا الطريق للسرعة ﻻ اكثر
تفهم الرجل الموضوع كونه سائق ايضا
سرنا وكان الخوف والقلق يحاوطنا حاولت ان اشرح لها اﻻ انها كانت تبكي من الخوف الى ان وصلنا منزلها ، واذا بمجموعة من الشباب يطوقون السيارة 
نزلت مستاجرتي بامان وكان الجميع يقبلها ويتحمد لها السلامة وكنت انا بينهم بمثابة المجرم 
سألوها عما ان كانت قد تعرضت للتحرش او كلام اخر 
قالت ﻻ 
اعتذرت لي بشدة عن تصرفها المجنون
مبررة ذلك كونها امراة وتخشى اﻻستهداف خاصة في ظل ماتشهده البصرة من استهداف مقصود لنساء قبلت اعتذارها بابتسامة لطيفة ابتسم بعدها الجميع 
وذهبت بالخمسة اﻻف محتفظا فيها للذكرى//داود الفريح.

عثمان_احمد السبتي