سقوط الموصل ...اللغز المحير ...

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 11 حزيران/يونيو 2018 11:07
نشر بتاريخ الإثنين, 11 حزيران/يونيو 2018 11:07
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 2218

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏سماء‏‏

 

كتب / علي هادي الركابي:

سقوط المدن بأيدي المحتلين ؛ دائما ما يكون عن طريقين ؛ اما القوة العسكرية ؛اي التصادم العسكري المتكافئ او غير المتكافئ عندها يكبد الطرفين خسائر فادحة ولايتم الدخول الى المدينة الا بخسائر كبيرة جدا ؛واحيانا .. وفي الكثير من التجارب السابقة يكون عن طريق الخيانة العسكرية ؛ عند ذلك تسلم المدن الى فاتحيها الجدد بدون اي قتال يذكر وفي هذه الحالة يكسر شعب بأكمله ويدون ذلك في ام الكتب بدقة .

لي صديق مهندس من الموصل؛ كان يعمل  معي لسنتين في احد الشركات الاجنبية؛ بقي شهرين  في الموصل مع عائلته بعد احتلال الموصل من قبل داعش  قبل ان  يخرج منها الى تركيا وبمبلغ كبير جدا بينما بقى بيته محتلا لسنوات؛ وصل الى تركيا واتصل بي ساردا يقول (ذات صباح ذهبت لجلب الخبز الى عائلتي وكنت واقفا في الصف وامامي احد جنود داعش وكان من اوربا الشرقية من اصول روسية ؛يبدو انه بلغاريا  ؛ ثلاثيني ؛ يتكلم الانكليزية بطلاقة سألني :هل تتكلم الانكليزية؟ قلت له نعم فقال عظيم؛ اريد ان اسالك اسئلة حيرتني كثيرة قلت له تفضل؛ قال هل انت من الموصل قلت له نعم ؛قال اين ذهب الجيش والشرطة الاتحادي  والمحلية في الموصل ؟؟

- فقلت له لقد هرب الجميع ، فأجاب : اعرف ذلك ولكننا عندما تلقينا خبر الذهاب الى الموصل واحتلالها كنت اتصور انننا سنباد الى الحدود الغربية للموصل؛ وقبل ان ندخلها سترمى جثثنا في نهر دجلة .. وتابع حديثه كنت اتصور انها مزحة من قادتنا في الرقة فكيف ندخل الموصل بوجود اكثر من 50 الف مقاتل فيها ، ونحن لا نتجاوز الــ 500 شخص.. ثم اردف اننا لم نصدق ما حدث ثم قلت له هل تتصور انها خيانة قال ...نعم انها خيانة وباتفاق اقليمي دخولنا مؤقت حسب علمي قلت له كيف ؟ قال مجرد لعبة اقليمية كبيرة ؛فالعراقيين وخصوصا الشيعة لا يتركون مواقعهم في القتال الا بشراسة وهروبهم امامنا شيء غريب جدا لنا وحقيقة كنا نتصوره فخ حرب!!!

- ففكرت في كلامه وحدقت في عينيه التي كانتا متعجبتان فعلا مما حصل؛ وقلت له كلامك خطير جدا ؛قال نعم هو ما قول لك   ؛ وصل حقنا في الحصول على الخبز؛ اتممنا الشراء وغادرنا سوية ؛ تبادلنا الارقام وعندما وصلت الى بيتنا الذي يقع في حي الشفاء ؛ سردت لوالدتي ووالدي وزوجتي  ما حصل ؛ فقال لي ابي الذي يشغل موقعا جامعيا كبيرا في جامعة الموصل "نعم بني ان ما حصل في الحدباء خيانة كبيرة وعظمى ؛ وتحطيم للعراق الجديد ؛ فكل ما حصل كان مدبرا واسرع من البرق ؛ اتصلت به بعد ايام عدة وساعدنا في ترتيب هروبنا من الموصل وبمبلغ كبير جدا انا واخوتي وزوجتي ووالداي وطفلاي ؛ اتصلت بعد مدة طويلة من وصولنا الى تركيا واستقرارنا في شمالها الشرقي ؛ رد علي احد زملاءه من الاجانب  فقال لي ...انه قتل في معارك مصفى بيجي .