وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   
الشرطة النهرية في البصرة تواصل البحث عن "شاب انتحر برمي نفسه من أعلى الجسر الإيطالي منذ البارحة
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


هل أتاك حديث الشارع الملعون؟

نتيجة بحث الصور عن ورقة وقلم

 

كتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

في احد ليالي الشتاء الباردة وبالتحديد في شتاء عام 1989, كنا جالسين قرب المدفئة (علاء الدين) نطلب الدفئ, وكان عندنا ضيف عجوز يدعى أبو كامل, بسيط بثقافة عشائرية وخزين من بعض الحكايات والخرافات, وكان أبي يحدثه عن الشارع الذي يربط بين مدينة الثورة ومناطق إطراف بغداد (الرشاد وحي النصر والمعامل), الذي كان يعاني الإهمال, وكيف تم غلقه لعام كامل وتسبب بمحنة للناس, فقال له أبو كامل: " هل تعلم يا حاج ان هذا الشارع ملعون منذ ألف عام, فقد كان يستخدمه "البرامكة" لتهريب الجواري الرومانيات واليهوديات من والى قصور الخلافة في بغداد, حيث كانت أهم تجارة يتم تداولها في ذلك الوقت, وكان طريقا سريا خاصا للبرامكة, وبسبب شر البرامكة توسل الناس بساحر هندي عظيم ليصيبهم بلعنة, فسلط الساحر الهندي لعناته على هذا الطريق السري ليقضي على تجارتهم, فاندحر البرامكة وزالوا من الوجود, لكن بقية اللعنات تلاحق الشارع, فقد بقي الشارع مصدرا للشؤم, ولا علاج له على مر التاريخ ومنذ إلف عام, فلا العثمانيون وجدوا حلا له, ولا نوري سعيد وجد العلاج له, ولا حتى الزعيم نجح بعلاجه, ولا البكر فلح في إصلاحه, ولا صدام انتصر على لعناته".

 

ضجت الغرفة بالضحك بكل من كان حاضرا من صغار وكبار, فخيال ضيفنا واسع جدا, فهل يعقل ان لعنة هندية أصابت شارع في بغداد منذ إلف عام؟!

 

الحقيقة عندما حل شهر نيسان من عام 2003 تأملنا بالخير الكثير, في ان تزول تلك اللعنة المزعومة, عن ذلك الشارع المهم للفقراء خصوصا, لأنه يربط بين مناطقهم, ( مدينة الصدر مع حي الرشاد وحي النصر وحي البتول ومنطقة المعامل), حتى قال احد المتفائلين ان الحكومة الجديدة والتي جاءت من الخارج, ستبني جسور كبيرة, ومجسرات عديدة بين مناطقنا, لأنها تحس بمعاناتنا, ولتخلصنا من مشاكل الازدحام, وترجع لنا حقوقنا المسلوبة منذ إلف عام.

 

 لكن تبخرت خمسة عشر عاما من الديمقراطية, حيث ضاعت خلالها أموال عظيمة تحصل عليها الوطن من بيع البترول! يقال أنها إلف مليار دولار! كانت تكفي لجعل هذا الشارع كأحد شوارع واشنطن أو طوكيو, بل تجعل من منطقة المعامل نيوجرسي ثانية, لكن القائمون على الأموال كانوا حفنة من اللصوص! وهذا من سوء حظ العراقيين بان يتوارث الحكم ومنذ إلف عام اللصوص ومن خان الأمانة.

 

في صيف عام 2018 أصبح حال الشارع سيء جدا, كأننا مازلنا في عهد الطاغية صدام! فلم يتغير الشارع بل بقي كما هو! وهذا تعرية فاضحة لكل أحزاب السلطة التي وعدتنا بالكثير, وفي النهاية مجرد شارع صغير فشلوا في إصلاحه! مع مرور زمن كبير يكفي لبناء دول!

 

بالمختصر أنها لعنة الساحر الهندي تلاحق الشارع, ولن تنجح حكومات المحاصصة لأن شارعنا اكبر من قدراتها, فالحكومات الشريفة (كلش) جل ما تنجح به هو تبديد المال, إما موضوع الإصلاح فاكبر منها, وعلى أهالي تلك المناطق الفقيرة انتظار القرن القادم عسى ان يذبل سحر الساحر وتزول اللعنات والأحزاب.