ماذا فعل صاحب الامام الكاظم علي بن يقطين قبل ان يقصد بيت الله الحرام

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 27 أيار 2018 01:49
نشر بتاريخ الأحد, 27 أيار 2018 01:49
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 2391

 

خرج علي بن يقطين من داره قاصدا بيت الله الحرام في موسم الحج ، فصادف في طريقه امرأة تبحث في مزبلة ، و رأها تخرج دجاجة ميتة من بين الازبال ، فساوره الشك في امرها ، امرأة وقورة تبحث في مزبلة وتخرج منها دجاجة ميتة ، ماذا تصنع بها ؟!

سألها قائلا : ماذا تصنعين بها يا أمة الله ؟!

قالت : دعني وشأني يارجل. وكانت تعرفه

ألح عليها في الأسئلة الى ان قالت له : يا ابن يقطين ما دمت أصريت أن تعرف فأقول لك :انا امرأة أم لأيتام بنات علويات وليس عندنا من يعيلنا وأصبح علينا اليوم الثاني ولم نأكل شيئا وحلت علينا الميتة ، حيث يقول الله في كتابه : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

[سورة البقرة 173]

فماذا تريد أكثر من هذا. ؟!

فما كان من علي بن يقطين الا أن أخرج جميع ما يملك من نقود ينوي بها الحج و رماها في حجر المرأة وقال لها : خذي هذه النقود لك ولعيالك والمعذرة من الله ومنك أمة الله .

تركها وانصرف الى داره ولم يذهب الى الحج .

ذهب الحجاج وعادوا بعد اكمال شعائرهم ، واخذ علي بن يقطين يزور جيرانه الذين عادوا من الحج ليهنئهم ويقول لهم : حج مبرور وسعي مشكور واثابكم الله على سعيكم .

واذا به يسمع ردا من كل الذين هنأهم قائلين. : وانت كذلك يا ابن يقطين لقد رأيتك في منى ، واخر يقول لقد رأيتك في المزدلفة ، واخر يقول : لقد رأيتك في رمي الجمرات واخر رأيتك في عرفة .

 

استغرب كثيرا حيث انه لم يذهب للحج .

في الليل أسبغ وضوئه وصلى ركعتين ونام ، واذا به يرى في عالم الرؤيا ان رسول الله صلى الله عليه واله واقف امامه ويقول له : شكر الله سعيك يا ابن يقطين لأنك أغثت ملهوفة من ولدي وأعنتها في معيشتها. ، وخلق الله ملكا على شاكلتك --اي يشبهك في الخلقة -- يحج لك كل عام فان شئت حججت ام لم تحج فلك حجة كل عام الى يوم القيامة .

 

الحكمة من القصة :

الى من يريدون الذهاب الى العمرة مرة ثانية وثالثة ورابعة او اكثر في نهاية شهري شعبان ورمضان ، يامن تريدون وجه الله في اعمالكم ، تقربوا الى الله بالأيتام والارامل والمعوزين. ، فانهم كعبة الله الحقيقية وانهم عيال الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. ، فلا يغرنكم مدح المادحون. ، ولا ذم القادحون. فوجه الله في هؤلاء بارك الله بكم .