رقصة الانتخابات !

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 28 كانون2/يناير 2018 11:27
نشر بتاريخ الأحد, 28 كانون2/يناير 2018 11:27
كتب بواسطة: ناظم
الزيارات: 1664

مرجع شيعي يحشد لمقاطعة الانتخابات العراقية

 

كتب : علي حسين

ليس بالأمر المألوف خروج عدد من الأحزاب بهذه الشجاعة والأريحيّة والثقة بالنفس، لتعلن أنها آمنت بأنّ الدولة المدنيّة هي الحل!!

هذه المعركة الضروس، يا سادة يا كرام، التي تخوضها أحزاب وكتل سياسية تجاوز عددها حكايات ألف ليلة وليلة، تميزت خطبها بشعارات ورديّة عن الإصلاح والتغيير والقفز بـ " الزانة " فوق الطائفيّة، في الوقت الذي يحاول المواطن العراقي أن يعيش يومه آمناً، ويردِّد بين الحين والآخر المثل الشهير:" الشين اللي تعرفه أحسن من الزين اللي ما تعرفه "، وهو مثل يصلح للعاجزين، غير القادرين على تغيير حياتهم.للأسف تربّينا على أنّنا مع الأخ ضدّ ابن العم ومع ابن العم ضدّ الغريب. وفي كل مرة تساق مصائرنا إلى المصير البائس ذاته، بالطريقة ذاتها، وعبر الأشخاص أنفسهم، مع فارق وحيد، هو أنّ الظروف هذه المرة أكثر سخرية من الأولى، حيث تمت تحت جنح ظلام ما سمّي بـ" الاحزاب المدنيّة ".

مرّة أخرى، نعيش أجواء انتخابات مزيّفة، يقولون إنها لاختيار الأصلح، بينما هي، في واقع الأمر، مجرّد مايكروفونات ودعاية، وأكاذيب على الفضائيات، وبيان إلى الشعب الذي ينتظر على أحرّ من الجمر، بينما النتيجة محسومة ومعروفة بحسب السيناريو: الفائز هو " الفاسد "، سواءً كان " جنابه "، ينتمي الى أحزاب شيعية أوسُنية، كردية أو عربية. 

نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لايحكمها ساسة " مجاهدون "، ولكننا نمر عليها على عجل. لأننا مشغولون بحكايات الإصلاح التي لا تريد أن تنتهي، ولهذا لانتوقف على خبر مثير يقول إن القضاء البرازيلي منع الرئيس الأسبق "لولا دا سيلفا" من السفر لاتهامه بقضية فساد.ومن لايعرف هذا المتهم، أتمنى عليه أن يقرأ كتاب ريتشارد بورن " لولا والبرازيل"، الذي قدّمه الى العربية أحمد الجمال، وسيتعرف على التجربة السياسية لهذا الرئيس الذي شكّل عهده انتقالة مهمة في حياة البلاد، حيث تحولت البرازيل من دولة تعتمد على مساعدات البنك الدولي، إلى اقتصاد ينافس الثماني الكبار. 

سيقول قارئ عزيز حتماً ما لنا والبرازيل يارجل، نحن قدّمنا النموذج الأمثل. وقفنا وقفة رجل واحد من أجل هيبة البرلمان، أما هيبة المواطن فمسألة فيها نظر.اسمحوا لي أن أحيلكم الى تصريح النائب كاظم الشمري الذي أكد أنّ قائمة سليم الجبوري وصالح المطلك تهدف الى الحصول على أحد المناصب في الرئاسات الثلاث لتنفيذ برنامجها الانتخابي.

اليوم يطالب منّا ساسة البلاد، بالدخول في اللعبة الانتحارية، التي سميت بطريق الخطأ، انتخابية، وبنفس القانون الذي يتيح للفاسدين التحكم في مصير البلاد، والجلوس على أنفاس العباد!