بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


عندما يكون الربح خسارة

نتيجة بحث الصور عن الاستفتاء
 
 
كتب / حـازم الشـــهابي
لطالما كانت القضية الك:
ردية ومنذ أوائل القرن المنصرم ,  من أهم القضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط , فكانت لهم تجارب كثيرة  ومحاولات عديدة, في تحقيق أحلامهم  الزائفة  البعيدة عن الواقع , بإقامة دولة كردية مستقلة , منسلخة من العراق وإيران وتركيا وسوريا , دولة مهاباد , هي واحدة من تلك التجارب التي سعى إليها الكرد بكل ما أوتي من قوة , وبتأييد من بعض الدول والقوى المنتفعة من إقامة هذه الدولة في الشرق الأوسط , إلا إنها لم يكتب لها النجاح  بسبب انعدام الإمكانيات الاقتصادية والموارد الطبيعية , فسرعان ما انهارت وتآكلت , خاوية على عروشها , في مدة لاتزيد عن إحد عشر شهرا , بعد إن تخلى عنها معظم المؤيدين في الساحة الدولية .
اعتمد الكرد في تحقيق طموحاتهم الانفصالية على طريقتين , الأولى كانت من خلال العمل العسكري والكفاح المسلح والتمرد أحيانا , وقد اثبت  هذا فشله في حقبة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي , آذ لم يجر عليهم سوى الويلات والدمار , فكانت له نتائج عكسية  وخيمة غير متوقعة , إذ تعرض الكرد آنذاك  إلى أبشع ما يمكن تصوره  من الإبادة  والقتل والاضطهاد السياسي والاقتصادي على حدٍ سواء, وسقط  على أثره عشرات الآلاف من القتلى ,  مما دفعهم للتخلي عن هذه المنهجية إلى طريقة أخرى  وهي العمل السياسي السلمي .
 
بعد سقوط نظام البعث البائد عام 2003  و زواله  من خارطة  العمل  السياسي ,بعد إن عاث في الأرض  العراق خرابا ,  وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفق المعايير الديمقراطية والاستحقاقات الانتخابية والمكوناتية , ساقت الأقدار حينها للكرد فرصة ذهبية لم يكونوا يحلمون بها منذ  وجودهم على البسيطة , آذ حصلوا على امتيازات ومناصب حكومية فاقت حتى استحقاقهم الانتخابية , اخذين بنظر الاعتبار المعانات المريرة التي عاشوها أبان حكم البعث البائد, آذ شغلوا ما يقارب  30 بالمائة من  المناصب والوظائف الوزارية المهمة في الحكومات التي تعاقبت بعد سقوط نظام البعث , ناهيك عن الموارد الطبيعية من النفط والسياحة والجباية الكمر كية ,التي كانت  تعود بإيرادات ضخمة إلى خزائنهم دون إن يساءلوا  عن شيء منها , حتى وصل  بهم الحال إلى حد التمادي  والخيلاء, فنمت واتقدت شعلة أضغاث أحلامهم من جديد , وايقضت المارد من قمقمه وسباته العميق , لتعلوا صيحاتهم الانفصالية مدوية في سماء الوطن الواحد , بإصرار غير مسبوق , محاولة منهم لفرض أمرا واقع, رغم كل الأصوات المحلية والدولية المعارضة لهذه الخطوة , إلا إنهم لم يعيروا أهمية الاي منها , وهي السياسية ذاتها التي عملت عليها إسرائيل وبشكل يومي على الأراضي العربية , آذ أنها تفرض إراداتها وطموحاتها دون الاكتراث لأحد , كما وان إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي دعمت برزاني وطموحاته الانفصالية بشكل علني , كأنها خطوة أولى  في إقامة دولة إسرائيل الكبرى التي يدعون لها من النيل إلى الفرات , فأسرائيل هي من  وراء جراءة برزاني وإصراره وتماديه وتفرده في سياسته الرعناء التي ستجره إلى منزلقات خطيرة , قد تؤدي به إلى خسارة كل المكتسبات والامتيازات التي حصل عليها في ما بعد عام 2003 , وقد اتضح هذا وسيتضح لنا أكثر في قادم الأيام . قرارات برلمانية  وقانونية ,محلية ,وإجراءات دولية وإقليمية  , اقتصادية وسياسية , ضيقت الخناق على مدعي ومريدي ما يسمى بالانفصال , مما سيضعهم أمام خيارين , إما الإصرار والمضي بطموحاتهم وأحلامهم , وهذا سيؤدي بهم إلى الانهيار العاجل كما هو حال دولة مهاباد الكردية , التي انهارت على عروشها بسبب محاولاتها انتهاج سياسية  فرض الأمر الواقع على محيطها الإقليمي , فجوبهت بحصار اقتصادي محكم , حتى رضخت للإرادة الدولية مرغمة غير راغبة , فسرعان ما تشظت وتلاشت أشلائها  . أو التراجع عن هذه الطموحات الزائفة , والتخلي عن كل ما يمت لمشروع الانفصال بصلة , وهذا قد يؤدي بدوره إلى اختلاف ماهية العلاقة  بين الإقليم  والمركز , وقد يدفع بالمركز إلى اتخاذ إجراءات  وضوابط وخطوات وفق السياقات القانونية  على خلاف ما كان في السابق , تحد من الانفلات وعدم المسائلة التي كان يتمتع بها الإقليم في مرحلة ما قبل الاستفتاء , وستكون هنالك آلية خاصة بالتعامل مع الموارد الطبيعية والإيرادات الكمركية وغيرها, بمعنى إن براقش على نفسها قد جنت. فيكون  في الحالتين الكرد هم اخسر الرابحين ..