البصرة .. القلب .. والعين !

المجموعة: الفضاء الحر
تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 17 شباط/فبراير 2017 14:21
نشر بتاريخ الجمعة, 17 شباط/فبراير 2017 14:21
الزيارات: 2412

نتيجة بحث الصور عن البصرة وجمالها

 

كتب - الصحفي عبدالامير الديراوي 

نحن نعرف بديهيا ان الانسان ان لا يصبح انسانا بدون ان يمتلك قلبا ينظم له الحياة وهو ايضا لا يستطيع السير مثل سائر المخلوقات ما لم تكن له عينان مبصرتان ..فان مدينة تعني لي القلب والعين..هي تلك الارض التي ولدت فوق ترابها وترعرعت وانا الهو بين ممراتها الموحلة شتاءا والمتربة صيفا تلك هي التي طبع اسمها داخل سويداء القلب - البصرة - فقد ألفت ذلك منذ الصغر ..احببت ذلك النمط الحياتي العفوي الجميل , واسست بنيان كياني على وفق مفرداته , كبرت وانا أصغي لمعلمنا الريفي وهو يتحدّث ويعلمنا معاني الكلمات ويؤسس في دواخلنا أ مبراطورية للمعرفة وعشق الارض وحب الناس لم يتحدث لنا يوما عن الكراهيه ولا التجزئة ولا التفرقه ولا المساس بالغير .. وتعلمنا من مضيفنا القروي ان الحياة بديعة والمبدع فيها هو الانسان الذي يعرف قنوات عمله ويتقن فنون التعايش والتواصل مع الناس وكيف يحترم ..ومن يحترم .. لا يركع للعاديات ولا يهن ويضعف بل يتقوى بحب مدينته وعشيرته واهله وقريته وكل ما يحيط به .

كنت حينها صغيرا لكني تعلمت الكثير من اخلاق اهل الريف فاحترام الكبير والاستماع الى رايه والأخذ به كانت من اولى دروس الحياة وثانيهما حب العمل والارض والوطن . وهناك 

علمت كيف اعشق الارض وارسم صورها على لوحات من طين القرية وقصب الجداول وكنت استمع الى نقيق الضفادع ليلا وكأنه موسيقى تثير في النفس العفوية وتنشئ في الروح قنوات حميمه قد لا تعرف معنا ها في الوهلة الاولى ..كنت استمع الى زغاريد الطيور بانواعها مباشرة لا يحجبها عني اي شيء ولا توضع في اقفاص ليلعب عليها الاطفال او يتلذذ فيها من يمتهن تربية الطيور وبائعي العصافير فكنت اراها تتقافز بعفويتها وتصدح باصواتها المتناغمة بالقرب منى وانا اهيم في نغماتها واصواتها الشجيه .. وحتى الازهار لا تشبه ازهار اليوم فزهورنا كانت تنمو في الطبيعة ترسل الوانها وعطرها للاعين والنفوس لتمنحها البهجة على العكس من اليوم فانها افتقدت رائحتها والوانها الزاعية فالقليل منا يمتلك شجرة للورد في بيته فاستعضنا عنها بالورود الصناعية فيالها من مفارقة غريبة فاننا اخذنا نصنّع لانفسنا مباهج مزيفة .

وعندما كبرت ...كبرت معي كل هذه القيم وتجلت في كل تصرفاتي وعملي فاحببت البصرة حبا يفوق التصور ويبتعد عن كل المقاسات حتى اصبحت معبودتي ومصدر الهامي في كتابتي وشعري وكل شيء فهي فردوسي التي اكتب مفرداتها بين سطور المحبة والعشق الابدي .. وهي مداد اقلامي وعنفوان وجودي وكبريائي وسمو عملي وميدان تطلعي ..منها وفيها كنت .زوكما انا الان زرعت املا فاخضر .. وداريته فأينع