بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


الرسول محمد وموقفه من مشروع التسوية...!

نتيجة بحث الصور عن مشروع التسوية في العراق

 

كتب / وليد كريم محمد

 كثر الحديث واللغط حول"مشروع التسوية الوطنية" التي قدمها التحالف الوطني مؤخراً، وتحدث الكثير عن أسباب رفضها، وتقبلها، ولسنا بصدد أي جهة، ولكن سنتناولها من حيث تأريخ السياسة الإسلامية، وعلى النحو التالي:-

 أولاً:- واقعنا اليوم في العراق الجديد، يشبه واقع الرسول "محمد" عندما دخل المدينة مهاجراً، كان هنالك وجود يهودي، يرى بنفسه صاحب القرار في المدينة، ويراهم الرسول سيؤثرون على التعايش مع المسلمين، الأمر الذي دفعه بأن يطرح "مشروع وثيقة التعايش السلمي" والتي وقعت من الطرفان اليهود و المسلمين على النحو التالي:

 يهود بني "عوف" أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن على الجانبين نفقة‏، وبينهم النصر على من حارب الصحيفة‏، وبينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم‏، وأنه لا يأثم امرؤُ بحليفه‏، وأن النصر للمظلوم‏، واليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏، وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏، وإذا حدث شجار يخاف فساده فإن مردَّه إلى الله والرسول، وأنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَن نَصَرَهَا‏، وأن بينهم النصر على من دَهَم يثرب،‏على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهُمْ‏، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم.

حرص الرسول على الايفاء بعهده، وليس من شيم الأنبياء النكث، خصوصا وأن القرأن يقول:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}، ولكن اليهود نكثوا لمرات وبطرق مختلفة! فأخذوا يسبون الله ويفتنون بين المسلمين ويتعدون على حرمة الرسول، فكان يسلمون على الرسول بعبارة "سأم عليكم" بمعنى الموت، وكان الرسول يطفئ غضب اصحابه عليهم، ويجبرهم على التعايش السلمي بينهم، وعدم الإكتراث لما يفعلونه.

ثانياً:-واقع العراق الجديد، وهو يخوض الحرب ضد الإرهاب في الموصل وغيرها، يشبه الى حد كبير واقع المسلمين، عندما أدرك رسول الله بأن يهود خيبر، تخطط لضرب المسلمين في مقدساتهم، كما أراد داعش اليوم، فعمد لحربهم عندما لم تبقى فرصة للسلام، وبعد معارك عديدة سقطت بها الحصون والقلاع اليهودية وفرسانهم، بسيف ذو الفقار، طلبوا من الرسول الصلح، فوافق لهم وكان قادراَ على هزيمتهم، ويسأله أحد المسلمين، نقتلهم أفضل فقال الرسول: بمعنى نقاتلهم وليس نقتلهم، وقد يقتل منا وتسيل دمائنا، كفانا دماءنا أن تراق بسيوفهم ..! بعدها تمَّ التصالح على حقْن دمائهم، ودماء كل من في الحصون، من المقاتلة والذُّرِّيَّة والنساء،على أن يتركوا خلفهم الديار، والسلاح، والأموال، ويخرجوا دون شيء.

ثالثا:- لا يختلف صلح الحديبية عام 6 هجرية، عن الواقع الذي نعيشه اليوم، إذا ما نظرنا في الصلح من حيث طرفاه، نجد أن المسلمين وبعد مرور 6 سنوات، أصبحوا القوة التي توازي وجود قريش وجيوشهم، من جانب أخر عدم إرسال قريش أحد قادتها الكبار، لطرح وثيقة الصلح والتعايش السلمي لمدة 10 سنوات، طمأن المسلمين، خاصة بعدما بعثوا "سهيل أبن عمرو" الرجل الذي أسلم أولاده وأخوته، وكان يظن أهل قريش، بأنه موتور من المسلمين، ولكن الرسول إستبشر به خيراً.

إتفق الطرفان على الصلح، ودعا الرسول بعلي بن أبي طالب فقال أكتب بسم الله الرحمن الرحيم "فقال صاحبهم: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن أكتب: بأسمك اللهم، فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم، فقال الرسول " أكتب باسمك اللهم ثم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله "فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن أكتب أسمك، فقال: " إني رسول الله، وإن كذبتموني أكتب محمد بن عبد الله "

ثم تمت كتابة الصحيفة على الشروط التالية:

من أراد أن يدخل عهد قريش دخل فيه، ومن أراد أن يدخل عهد محمد  دخل فيه، ويمنعوا الحرب لمدة 10 سنوات، وأن يعود المسلمون يدخلوا مكة معتمرين، وعدم الإعتداء على أي قبيلة مهما كانت الأسباب، أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلماً بدون إذن وليه، وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين، ودخلت قبيلة خزاعة في عهد محمد ، ودخل بنو بكر في عهد قريش.

قال محمد  لأصحابه: «"قوموا فانحروا، ثم أحلقوا، فما قام منهم رجل، حتى قالها ثلاث مرات..! فلما لم يقم منهم أحد، قام ولم يكلم أحداً منهم حتى نحر بدنه ودعا خالقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غما، لعدم تصديقهم وثقتهم بما فعل الرسول، وصاروا يحاربون الرسول بألسنتهم وإعلامهم، بأنه رضخ لقريش، وترك حقوق المسلمين.

ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه ديباجة مشروع التسوية الوطنية اليوم، بما أقدم عليه الرسول بالأمس، للتعايش السلمي بين المسلمين واليهود، والمسلمين وقريش، والمسلمين والمسلمين، وما اشبه من حارب وثيقة التسوية بمن حارب معاهدات الرسول، وأنكر عليه وثائق الصلح أعلاه، غالبية المجتمع اليوم ممن ينكر ويحارب الوثيقة، لم يطالع بنودها، وترى تفكيرهم بسمعهم وبصرهم وليس بعقولهم، خاصة وان إعلام المنافقين، لازال عامل على أوسع نطاق، فلاندري متى نحقن دماءنا كما فعل الرسول، ومتى نأخذ حقوقنا بالسلم، كما فعل الرسول، ومتى نعترف بأننا ابناء محمد، نسير بما سار عليه الانبياء.

ختاماً: مشروع التسوية هو حقن لدماء العراقيين، ونصراً لهم، وليس كما يروج المستفيدين من بحر الدماء، والاشلاء المتطايرة على الاسلاك، يسرقون اموال البلد ويفسدون به، ويحرفون الكلم عن موضعه، كما فعلها المنافقين من قبل واعترضوا على سياسة الرسول محمد، ومن يقرأ ويتابع سير الرسول والائمة الاطهار، سيجد تلك الوثيقة التي تدعو للتسوية، هي تعامل مقرون بدلائل ووقائع عبر التأريخ، على صعيد تقديمها للشارع الوطني، ومحاربتها من قبل الشارع النفعوي المفسد