بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


قمة عزل الشيعة الإسلامية

كتب / هادي جلو مرعي:

تبذل المملكة العربية السعودية جهودا غير مسبوقة لتطويق إيران، سواء بالتعاون مع الغرب، أو من خلال محاصرة القوى والأحزاب والحركات والدول التي تتعاون مع طهران، أو ترتبط معها بتواصل فكري، أو سياسي، أو مقاوم كماهو حال المنظمة الأكثر حضورا في ميدان المواجهة مع إسرائيل وأقصد بها حماس في غزة المحاصرة، ومن علامات الحرب المكشوفة، اليمن والصراع مع الحوثيين، البحرين والدعم غير المحدود لأسرة آل خليفة في مواجهة المعارضة الشيعية، العراق ومحاولة تقويض جهود صعود نظام شيعي قريب من إيران، سوريا والعمل بكل قوة لدعم المعارضة والقوى المسلحة التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لبنان والضغط المستمر لتحجيم دور حزب الله ووصمه بالمنظمة الإرهابية، ووقف بث قناة المنار على النايلسات بتنسيق مع القاهرة، وغير خاف نوع الصراع المفتوح بين طهران والرياض على أكثر من صعيد وميدان حول العالم وخاصة الإسلامي منه.
الملك سلمان برغم متاعبه الصحية لكنه توجه الى القاهرة وأمضى خمسة أيام كاملة، وإستعرض حرس الشرف في باحة قصر الإتحادية، وإجتمع بالرئيس السيسي، وإلتقى بمشيخة الأزهر، وأعلن دعما كبيرا للقطاعات التعليمية في الجامع الشهير ومدارسه الدينية، بينما تم توقيع العديد من الإتفاقيات في التجارة والسياحة والإستثمار الزراعي والصناعي وقطاعات النقل، وأعلن خلال الزيارة عن إتفاقية لبناء جسر يربط البلدين الجارين أطلقت عليه تسمية ( جسر الملك سلمان ) الحيوي على البحر الأحمر.
سبق ذلك مشاركة السعودية في تغطية العجز المالي في الميزانية المصرية، ودعم لقطاع البنوك الحيوي بودائع وسندات وإستثمارات وتحويلات، ولم تكن المملكة غائبة عن المواجهة مع الإخوان زمن السيسي، فقد دعمت بكل قوة محاولات عزل الإخوان وإسقاط نظامهم السياسي الذي إنهار خلال عام واحد بترتيب من العسكر والقوى الرافضة لنظام الرئيس المعزول محمد مرسي، كما شاركت مصر في دعم المجهود السعودي في الحرب على الحوثيين، وحضرت بقوة في مناورات رعد الشمال على الحدود مع العراق التي عدها الملك سلمان رسالة قوية لكل من يهدد أمن الدول العربية والإسلامية الحليفة، ويقصد إيران وحلفائها الشيعة.
الملك سلمان تحول مباشرة الى تركيا الإخوانية التي تعيش على وقع الخلاف العميق مع النظام الجديد في مصر، وماتزال تعبر عن دعمها للإخوان الذين ساعدتهم في البدء، وكانت تأمل من خلالهم إستعادة مجد الإمبراطورية العثمانية والخلافة الإسلامية التي مقرها إسطنبول، لكن هذه المدينة تحولت الى مقر للأجئين الإخوانيين بدلا من أن تكون عاصمة للخلافة، تجاهل الملك كل تلك العداوة بين الأتراك والمصريين، وإلتقى اوردوغان وحاول أن يخلق جوا من التفاهم بين القاهرة وأنقرة، تكلل ذلك بحضور الوزير سامح شكري الى القمة وتبادل مع المسؤولين الأتراك مشاعر باردة تمهيدا لسخونة ترتب لها الرياض، ثم شرع الملك والرئيس باعمال القمة الإسلامية التي تكللت بمجموعة قرارات أدانت حزب الله ووصفت أعماله في سوريا بالإرهابية، وبعثت بإشارات قوية الى إيران التي كان الرئيس روحاني ممثلا لها في القمة، وبدا أن التحالف الإسلامي الذي تريده السعودية سيكون تحالفا سنيا بحتا، فليس ممكنا ضم مجموعات شيعية إليه، وفي مقابل ذلك ينشأ رويدا حلف إسلامي شيعي بقيادة إيران التي تكرس حضورها الميداني في أكثر من عاصمة عربية مهمة كبغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وهي عازمة على المضي في مشروعها دون تراجع سوى في إطار بعض التكتيكات المطلوبة لعبور أزمات راهنة تحسبا لمواجهة أوسع وأشمل.
قمة عزل الشيعة الإسلامية نجحت مرحليا، لكنها لن تستطيع تجاهل أن ضم الإخوان لإستخدامهم كأداة قد لايلبي مطامحهم، ولن يكون مقنعا لهم، وليس مؤكدا ماإذا كانت أنقرة ستصالح القاهرة من أجل مشروع سعودي قد يؤدي على المستوى البعيد الى إضعاف تركيا وإنهاء مشروعها كزعيمة للعالم الإسلامي السني، كما أن تركيا بحاجة الى طهران التي فتحت لها بعض المنافذ بعد الحصار الروسي ومشاكلها الداخلية مع الأكراد، وضرورات وصولها الى آسيا الوسطى، ووقعت إتفاقيات بثلاثين مليار دولار سنويا لتقوية التبادل التجاري ورفع مستوى وكفاءة الإقتصاد التركي.
إيران تتحرك اليوم لجمع الشيعة في العراق على توافقات سياسية، وتحاول دعم الرئيس الأسد في سوريا، وتركز على إبقاء الحوثيين كقوة على الأرض في اليمن، بينما تكرس حضورها في لبنان وتمتن جبهة حزب الله أمام خصومه المدعومين سعوديا.