بلدية البصرة تفتتح حديقة السنبلة بمساحة 1000 متر ضمن حملة "نحو بصرة أجمل"
   |   
وعود برلمانية بدعم البصرة في مختلف المجالات
   |   
عشائر في البصرة تطالب باحترام نتائج الانتخابات وحصول العيداني على اعلى الاصوات
   |   
مصرع وإصابة 4 عمال نظافة “دهسا”في البصرة
   |   
وصول نسب انجاز مشروع الجسر الرابط بين محلة الساعي ومنطقة العباسية الى مراحل متقدمة
   |   
النائب الأول يترأس اجتماعاً مع دوائر المحافظة لبحث إعداد الخارطة الاستثمارية في البصرة
   |   
مسلحون يعترضون مواطناً و"يسلبوّن" دراجته في البصرة
   |   
قائمة بأصناف وأسعار السمك في مزاد الفاو اليوم الخميس
   |   
النزاهة تضبط تلاعباً بمركز ساحة الترحيب الكبرى في ميناء أم قصر
   |   
أسعار السمك في مزاد الفاو
   |   

ابحث في الموقع

تابعونا على الفيسبوك

اعلانات


المرجعية الدينية العليا تبعث برسائل مبطنة لسراق المال العام: السرقات واضحة.. الفاعلون معلومون.. والعقاب الأشد ينتظر من لا يرعوي منهم!!!

كتب / جسام محمد السعيدي:

اللهجة الصارمة، والحدّية التي تكلم بها ممثل المرجعية الدينية العليا، هذا اليوم (24جمادى الأولى 1437هـ) الموافق لـ(4آذار 2016م) عند تلاوته خطبة المرجع الديني الأعلى الثانية لصلاة الجمعة، تجعلنا نقف موقف المتسائل المراقب لما ستؤول إليه الأحداث في القابل من الأيام.

ومما يجدر الالتفات اليه، أنه ومنذ استبدال كلام المرجعية بكلام المعصومين عليهم السلام في 5/2/2016 في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة، التي يسميها الناس السياسية، والتوقف الوقتي عن الادلاء برأيها ريثما يحين الوقت والظرف المناسب، يُلاحظ ان المرجعية خلال الجمع الأربع الماضية، اختارت مقاطع كان يوجهها أمير المؤمنين عليه السلام إلى عُمّاله في الولايات التي كانت تتبع له في خلافته لأواسط القرن الأول الهجري، وفيها من قواعد الحكم الرشيد، وكيفيّة التعامل من الحاكم مع الناس والعدل بينهم، الشيء الكثير، وهي تحمل إشاراتٍ واضحةٍ لأصحاب القرار في الدولة العراقية اليوم في أواسط القرن الخامس عشر الهجري،

وفي هذه المقاطع، من الكنوز الإدارية والعدلية ما لو أخذ به حُكّام اليوم، لعاش الناس في خير ورفاه وأمان، يتكلمون عنه طول الدهر، وفيها أيضاً التحذير من الظلم للشعب، والتهديد بالعقوبة في حال وقوعه عليهم من قبل إمام الزمان.. وربما هي إشارة إلى نائبه إن مكّنه الله!!!.

وفي خطبة اليوم نلاحظ الأمور التالية في المقطع الثاني من الخطبة التي كتب فيه المرجع الديني الأعلى كلام أمير المؤمنين لأحد عُمّاله(مأخوذة من كتاب بحار الأنوار ج33/ص 499)، وسنأخذ من المقطع مقدار الضرورة فقط:

1. ابتدأت المرجعية المقطع بعبارة " وكتب (عليه السلام) الى بعض عمّاله ممّن خان الأمانة واستحوذ على الأموال العامّة " في اشارة واضحة لمن تلطخت ايديه بالفساد المالي في الدولة العراقية.

2. عبارة أمير المؤمنين علي عليه السلام في المقطع " وَاِخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ اَلْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَأَيْتَامِهِمُ اِخْتِطَافَ اَلذِّئْبِ اَلْأَزَلِّ (سريع الوثبة) " فيها إشارة واضحة ومقارنة جليّة مع ما يجري في العراق الآن، من قبل سياسي الصدفة!.

3. استخدام المرجعية لقول أمير المؤمنين عليه السلام "فَحَمَلْتَهُ إِلَى اَلْحِجَازِ رَحِيبَ اَلصَّدْرِ بِحَمْلِهِ غَيْرَ مُتَأَثِّمٍ مِنْ أَخْذِهِ" كأنها تشير به إلى خروج أموال العراق إلى بلدان أخرى بعد سرقتها، من أولئك السياسيين، وعدم اكتراث سارقيها من إثم ذلك.

4. حذر أمير المؤمنين هذا الوالي من فعلته في المقطع التالي وذكّره بالمخاطر الأخروية لفعله، والفئات المتضررة منه، فقال " فَسُبْحَانَ اَللَّهِ أَمَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ أَوَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ اَلْحِسَابِ أَيُّهَا اَلْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ أُولِي اَلْأَلْبَابِ كَيْفَ تُسِبغُ شَرَاباً وَطَعَاماً وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وَتَشْرَبُ حَرَاماً وَتَبْتَاعُ اَلْإِمَاءَ وَتَنْكِحُ اَلنِّسَاءَ مِنْ أَمْوَالِ اَلْيَتَامَى وَاَلْمَسَاكِينِ وَاَلْمُؤْمِنِينَ وَاَلْمُجَاهِدِينَ اَلَّذِينَ أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْأَمْوَالَ وَأَحْرَزَ بِهِمْ هَذِهِ اَلْبِلاَدَ "، ولعل ذكر المجاهدين في آخر العبارة تذكير بتقصير الحكومة أزاء المتطوعين الملبين لفتوى الدفاع الكفائي ضد داعش، فأغلبهم بلا رواتب ولا حقوق، رغم أنهم ما خرجوا لأموال ولا لامتيازات، واستشهد بعضهم دون أن يرى ديناراً واحداً، يستكفي عياله به من حاجة السؤال، رغم أن أموالهم سلبٌ ونهبٌ لغيرهم!!! .

5. أرتفع صوت العلامة السيد الصافي وهو يتلو هذا المقطع من كلام المرجعية نقلاً عن أمير المؤمنين عليه السلام، وكأنه يريد إيصال رسالة ما: " فَاتَّقِ اَللَّهَ وَاُرْدُدْ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ ".

6. ثم ارتفعت النبرة أكثر وبحديّة لفتت أنظار المراقبين حين قال " فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِي اَللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَى اَللَّهِ فِيكَ وَلَأَضْرِبَنَّكَ بِسَيْفِي اَلَّذِي مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلاَّ دَخَلَ اَلنَّارَ " وهذا المقطع، وبهذه الكيفية المقرؤة يبعث - حسب اعتقادنا- بالرسائل التالية للسياسيين المفسدين وسُراق المال العام:

أ‌. التهديد بأقسى أنواع العقوبة القانونية، وربما الشرعية، في حال عدم إعادة ما سرقوه من أموال الشعب، مما هُرّب خارج العراق، أو ما زال فيه.

ب‌. تنفيذ التهديد رهن بالتمكين من ذلك.
فما هو هذا التمكين؟
وما هي توقيتاته وشروطه؟
وهل هو أحد مصاديق (ولات حين مندم) مما ذكرته المرجعية الدينية العليا في خطبة سابقة مخاطبة السياسيين؟

كل الاحتمالات واردة، وستسفر الأحداث في الأيام القادمة عما نجهله الآن، وهو محل ظنون، حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]